ذكرى طعم السعادة

في مثل هذا اليوم ذقنا طعم السعادة والفرح الحقيقي لم نذق مثله منذ سنين طوال . بعد أن كان اليأس يأخذ منا كل مأخذ وفرجت علينا وكنا نظن إنها لن تفجر حيث مرت علينا أعواماً من القهر والذل والتهميش ومحاولة طمس حياتنا وهويتنا ومحو قيمتنا وقيمنا الأخلاقية الحقيقية تكللت بحرب ضروس أكلت الأخضر واليابس وأتت على ماتبقى لنا من منجزات طالها التدمير والتخريب والإهمال لخمس وعشرون عام .. لكن الله قيض لنا شباباً من أصلاب رجال منهم من دفع حياته فداء لهذا الوطن ومنهم من دفع من كرامته وقوت يومه وصحته ومنهم من لازال يدافع عن قضيته وفي الأخير كتب الله لنا وبهذه السواعد السمراء والأقدام الحافية نصراً عزيزاً أدخل الفرح إلى كل بيت جنوبي في كل أرجاء الأرض تناقلت خبره كل الوسائل الأثيرية المسموعة والمنظورة والمقروءة . بل وأعجب به العالم أجمع وأصبح رموزه أبطال عالميين .. وسموا بالجيش الحافي .


وأبتُلي عدونا بهزيمة نكراء ألبسته ثوب العار والخز والفضيحة في كل العالم . 


ولكن ولأن مصابنا جلل ولأن السم تجرعناه سنين طويلة وداخل شره لحمنا والعظام لذلك عدنا وباشرنا حرباً جديدة هي أمر وأصعب من حربنا السابقة ومازالنا فيها نعاني من ضروبها وشرورها ويبدو انها مازالت مستمرة وهذه الحرب بحاجة إلى رجال ذو سواعد سمر وشباب أقدامهم حافية وأجسادهم عليها أسمال بالية لكن صدورهم داخلها تسكن قلوب طاهرة وأرواح نقية مخلصة وهذفها واحد واضح عنه لاتحيد ولاتساوم ولاتتراجع خطوة بل تتقدم وتقاوم هنا فقط نضمن أن يعود لنا ذلك الطعم الحقيقي للسعادة والشعور بالفرح فمتى ما قيض الله لنا من أنفسنا رجال وشباب من هذه النوعيات كتب لنا النصر .


الخلاصة : أن ننتصر على أنفسنا الأمارة بالسوء والفساد أولاً .. حتى نصل إلى هدفنا الأسمى كاملاً دون تنقيص .. كل عام وأنتم بخير 

مقالات الكاتب