لقاء جنوبي جديد مفصل تفصيل

اتصل بي احد الأخوة الجنوبيين الناشطين، و سألني ان كانت قد تمت دعوتي لحضور لقاء القاهرة المرتقب، فكان جوابي لم يتصل بي احد للمشاركة، و لكن لديا العلم بأنهم يخططون لهذا اللقاء  ليعقد في القاهرة او في الرياض، و عرفت ان طريقة تخطيطهم لهذا اللقاء هي طريقة سهلة لفشل هذا اللقاء قبل ان يبدأ، لان هذا اللقاء لا يتحدث عن هموم المواطن في الجنوب و معاناته منذ أكثر من سنة، بل يتحدث عن مستقبل من سيحضر اللقاء.

 

المخططون لهذا اللقاء يثيرون الدهشة لدى المواطن الجنوبي، كيف لهم ان يتحدثوا عن مشروع الجنوب و هم مستشارون للرئيس؟

 

هم يبحثون عن طريقة ليبقوا في اماكنهم قبل ان يجرفهم التاريخ الى احدى زواياه المُعتمة، عندما تبحث عن اصحاب اللقاء و المخططون لهذا اللقاء المرتقب تراهم مع احترامي هم لا يعملون لصالح الشعب، و لا هم انصار للشعب، حتى لو لبسوا جلباب الحراك الجنوبي السلمي ... فمن يقنعني ان .

 

الحزب الاشتراكي هو نصير للشعب، و قادته الجنوبيون لا يستطيعون حتى الآن الإعلان الصريح عن انسحابهم من الحزب الاشتراكي الاساسي، الذي يقف مع الحوثيين!!! فعن ماذا يبحثون؟ عن مجد جديد؟ و لماذ؟ ليعودوا ليحكموا شعب الجنوب من جديد؟ لن يتحقق لهم ذلك.

 

حزب الاصلاح اليمني ، الحزب المحروق في الوطن الذي احرق الاخضر و اليابس في الجنوب، هل تحلمون بالتعاون مع الاشتراكي مرة أخرى لاذلال الجنوب؟ لن يتحقق لهم ذلك.

 

بعض مستشاري الرئيس هادي في الشرعية الذين يبحثون عن موقع لهم في المستقبل بعد ان ينتهي بهم عهد هادي. لن يتحقق لهم هذا.

 

عندما نجح "الحراك الجنوبي السلمي" في تجميع افكار و رؤى الكثير من الجنوبيين حوله، و حول هدف ابناء الجنوب بإستعادة دولتهم، و فك الارتباط بالجمهورية اليمنية، عمل الرئيس المخلوع عفاش على اجهاض الحراك الجنوبي الصادق، ففشل عفاش رغم استخدامه لكل قوته العسكرية.

 

 كبرت صفوف الحراك الجنوبي، و تكاثر الرجال يرفدون الحراك بأبنائهم فداء للوطن، و تحولت الهتافات الاولية للحراك الجنوبي الى طوفان يهز اركان نظام الشمال و عملائه من ابناء الجنوب، و برغم كل هذا صمد الحراك الجنوبي السلمي، بل اشتد عوده و صار قويا بسلميته، رغم محاولات النظام الى إختراقه في أكثر من محاولة.

 

 و لكن جاء رافعوا الصور و مجامر البخور لإختراق الحراك، اهل الجنوب هم من اخترقوا الحراك الجنوبي السلمي، و ذهبوا لرفع الشعارات الجوفاء التي لا تعني شيئا، و وضعت الحراك امام مهب الريح بعد ان ادعت بتسميته مسلحا، و ليس سلميا، و اليوم يعلنون ان هناك من الحراك من يدعي انهم لجنة التصعيد الثوري الجنوبي ... كفى هراء و كفى كذب و كفى ادعاءات و عمالات لا عرفوا لها حدودا ما دامت حنفية المال لا زالت مفتوحة.

 

 عرف الرئيس هادي ان بعض قيادات الحراك استسلمت للإختراق من بعض الساسة الجنوبيين المنتهية صلاحيتهم، فأراد ان يلقنهم درسا قويا، و يقول لهم ان اختراقكم للحراك و إذلاله جعله لقمة سائغة لكل من يريد اختراقه، فأخترقهم هو كذلك و عيّن بعض رجالهم في الحكومة و الهيئة الاستشارية، كما اخترق الاشتراكي و شاركهم بالحكومة و بالهيئة الاستشارية.

 

هكذا هم من ذكرتهم اعلاه، كانوا قادة في الاشتراكي ثم في الحراك ثم اصبحوا قادة في الحكومة ... لا يهمهم الوطن بقدر ما يهمهم كيف سيستفيدون من الوطن، هم تناسوا انهم اعضاء في الجمهورية اليمنية فكيف يمثلون الجنوب؟

 

و كيف لهم ان يتحدثوا بإسم الجنوب و هم ممثلون لحكومة الجمهورية اليمنية و ليس للجنوب او الحراك الجنوبي؟

اعود لما ذكرته في مقدمة هذا الموضوع و هو من هم الذين يخططون للقاء القاهرة؟ سأتحفظ على الاسماء الآن و لكنهم هل هم من يمثلون الشرعية، و الحكومة؟، فهل هم يمثلون الشرعية ام يمثلون الحراك المسلح؟، ام يمثلون الشعب الجنوبي ام يمثلون الحراك الجنوبي السلمي، ام يمثلون انفسهم فقط.

 

هم يبحثون عن مصالحهم و ليس عن مصالح الجنوب.

 

يجب ان يحضر لقاء القاهرة من هم بعيدون عن الشرعية و عن الحزب الاشتراكي و عن حزب الاصلاح ، و ذلك كي نضمن حضورا حقيقيا للقضية الجنوبية و للخصوصية الجنوبية .

يجب الاستفادة من الاكاديميي اليمنيين، و من المثقفين، و من النشطاء غير المؤطرين في الأحزاب، كما يجب ان يشارك كل ابناء الجنوب ابناء الحراك الجنوبي السلمي الحقيقيين بقياداتهم و نشطائهم و قضيتهم و اكاديميهم، و قبل و بعد كل شيئ استقلاليتهم.

 

 بدأ الحراك سلميا و سيستمر سلميا، و لن نرضخ للإملاءات التي يروجها اصحاب المصالح التي لا تنتهي.

 

يجب ان يكون المطلب الاساس هو إستعادة دولتنا و هذا لن يتم الا عبر طريقة سياسية يتفق عليها الجنوبيون و الاشقاء في دول التحالف و على رأسهم السعودية و الامارات مع صنعاء من خلال مشروع واضح المعالم و سلس يحفظ الأمن و استقرار المنطقة.