الدولة مؤسسات .. غير ذلك تفاصيل

بنفس السيناريو وذات الطريقة يقتلنا الإرهابيون كل مرة وللأسف لم نتعلم .

 

السبب الرئيس في ذلك أننا دخلنا المجال الأمني مؤخرا ولا نملك الخبرة  لكننا لا نملك الوعي الحقيقي بأن الدولة لا تقوم على أشباه مليشيات القوات الأمنية كلها يجب أن تتحد تحت قيادة موحدة وهي إدارة الأمن ووزارة الداخلية عموما وبها يمكن أن نبني مؤسسات أمنية تنفيذية ومعلوماتية استخباراتية تقينا الكثير من العمليات التي تتكرر وتقتل شبابنا بأسلوب واحد غير مختلف عن سابقاته .

 

وبقية القوات العسكرية لابد من توحيدها تحت قيادة موحدة للمنطقة العسكرية الرابعة ووزارة الدفاع وبها يمكن ترتيب وضع القوات العسكرية الدفاعية بشكل تنظيمي موحد كما هو في أي دولة في العالم .

 

أما أن نبقى هكذا تحت رحمة التشظي والقيادة الفردية على طريقة كتائب فلان وحزان علان وقوات فلتان فإن الخطر قائم والنتائج الوخيمة ستبقى بل وستتعقد المسألة الأمنية كثيرا فنحن من نعطي الفرصة للعدو سواء كان التنظيمات الإرهابية أو المليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح ليدمروا ما صنعناه بأيدينا وما جاء نتاجا لتضحيات جسيمة قدما الجنوبيون منذ سنوات طويلة .

 

المعادلة معروفة ولا يجهلها أي من القيادات للأسف ، فالدولة هي أنظمة ومؤسسات ذات قيادة موحدة واليات واضحة تلتزم بنظم وقوانين محلية ودولية وتدعم بشكل مباشر من الدول وهي السبيل الوحيد لقبول العالم بالجنوب والجنوبيين قضية ودولة وليس جزء من مشكلة بلد كبير اسمه اليمن تحل بحل المشكلة الأساسية في اليمن وهي الانقلاب .

 

 واللادولة هي المليشيات والتعدد القيادي والجماعات التي لا تلتزم بقيادات أخرى خارج إطار الجهة أو الجماعة التي تدين بالولاء لها .

 

في الجنوب هناك الحراك الجنوبي والسلفيون والإصلاحيون وغيرهم وتحت كل واحد منهم فصائل وجماعات وكل جماعة لها توجه ومبادئ وأفكار ولها أيضا أفراد على الشارع وعلى ذلك إذا لم نصنع الدولة صناعة ونخضع جميعا لها ولقوانين الدولة المؤسساتية فإن النتيجة لن تكون فقط ضياع الدولة الجنوبية بل ضياع الأمن والأمان وفقدان الإحساس بالإنسانية والبحث عن مغادرة الوطن والهروب من الواقع الأليم بشدة والذي سنصل إليه لا محالة طالما المعطيات ذاتها لم تتغير .

 

مقالات الكاتب