يامعشر المصرفيين والصيارفة: لماذا السلمي للصرافة المستثنى بإلا ؟!

يامعشر المصرفيين والصيارفة أخاطبكم من هذه المدينة عدن التاريخ والجغرافيا والحضارية والحضرية.. هذه المدينة الرائدة للعمل المصرفي والصيرفي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر عندما أسس الكابتن لوك توماس بنك عدن bank of aden ثم تعاقبت البنوك على ممارسة العمل المصرفي عندما كانت دول الجزيرة والخليج تنظر إلى عدن بإعجاب، فهذا البنك العربي وهذا البنك الأهلي وجريند ليز وبنك شارترد والبنك الشرقي والبنك العربي والبنك الهندي وبنك حبيب، اما محلات الصرافة فقد انتشرت في عموم مدن عدن: كريتر المعلا والتواهي والشيخ عثمان.

 

كانت عدن المدينة الأنموذج في النظام والقانون law and order فخضعت كل الأنشطة للنظام والقانون، ومنها النشاط المصرفي والنشاط الصيرفي، وكانت المحلات منتشرة تأخذ حاجتك منها، تقدم الدينار لتحصل على الجنيه الاسترليني أو الريال اليمني أو ريال ماريا تيريزا، أو العكس، عند عودتك من السفر تقوم بصرف الاسترليني او الريال اليمني او ماريا تيريزا لتحصل على الدينار، بموجب السعر البيع والشراء.

 

يدخل رجل معروف وله اعتباره في المجتمع ومعه ورقة أو ورقات من فئات الدولار الامريكي (تحديدا فئة المائة دولار) الى محل من محلات الصرافة بواجهتها الفخمة وبألوانها المتميزة بين الاحمر والاخضر والاصفر والبنفسجي والسيراميك وبريق الاضواء، بعضها احادي والبعض الاخر متداخل، ويفاجئك احد العاملين من نافذة صرف العملات بعبارة: «يا والد هذا الدولار قديم .. لا نقبل الا الصادر عام 2006م أو بعده». ويسبب لك حرجا وتجد من يواسيك من الزبائن الذين يعرفونك ويعرفون قدرك فيقولون لك: ما عليش يا استاذ خذها الى البنك. ويتبعك اخر ويفاجئك: لا تشيل أي هم يا أستاذ خذ ما شئت من الدولارات الى محل السلمي للصرافة في ركن السوق الطويل بكريتر.

 

وفي مرة سابقة وجدت نفسي مع اخرين وهم يقدمون للسلمي اوراقا رفضتها محلات الاسماء الرنانة والشعارات والعبارات الطنانة، ويرحب بك السلمي ويصرف لك مقابل ما قدمت من دولارات، واستعدنا انفاسنا بعد ان وجدنا ضالتنا، وكانت (عدن الغد) على اعتاب اجازة طويلة واحتجب موضوعي في ارشيف الصحيفة ولجأت الى الواتس أب وعملت عدة رسائل وجهتها الى الرأي العام عبر الجروبات وصفحات الاصدقاء.

 

تكرر الموقف المحرج لي في احد المحلات البراقة والمزهبقة فشددت الرحال الى كريتر والى ركن السوق الطويل، ودخلت محلا صغيرا متواضعا الا انني رأيت حجم العمل كبيرا، وان السلمي الله يعطيه العافية والصحة يعمل بطاقة 5 موظفين، واحسن الترحيب بي وصرف لي الاوراق المهانة في تلك المحلات صاحبات العبارات الرنانة.

 

اكرر سؤالي: لماذا تحجم محلات كبيرة عن صرف الاوراق الصادرة عام 2003 او دون ذلك ولماذا ينصحك البنك او المحبون بالسلمي، وعلى السلمي الف سلام وفائق الاحترام، رغم انني لم اجد التفسير، لماذا السلمي المستثنى بإلا!؟ اجيبوني يا أهل الحل والعقد!.

مقالات الكاتب