هادي هل يملك مشروعاً ؟ ولماذا يدعمه العالم؟

في التحركات الاقيليمة والدولية الاخيرة عمل حقيقي يراد منه انتاج حلول واقعية مستدامة للازمات اليمنية منذ ستين عاماً والادارة الامريكية الديمقراطية التي تعتبر واحدة من افضل الادارات في تاريخ الولايات المتحدة عكست واقعتها على الملف اليمني .

 

لايريد العالم تجاهل الجنوبيين اكثر حتى وان كان بواقعية لايرد لاحلامهم ان تعانق عنان السماح ولا لسقوفهم ان تكون مرتفعة حتى انكسار العنق .


عودة الحكومة بمشالييها الى مارب وجنوبييها الى عدن فعل جميل غير استفزازي بالمطلق وعودة هادي الى عدن محسن الى مارب تصب في ذات الاتجاه.


في لقاء هادي مع الجزيرة "ظهر الرجل " كصاحب مشروع حقيقي "حالم" ببلد مستقر وامن تسوده العدالة والتنمية وينسى عقود الانقلابات والمذابح وعدم الاستقرار حتى في شطريه قبل الوحدة .


كان هادي "مشحون عاطفيا" وهو يقول ستين عاماً من الحروب يجب ان تنتهي واقعي وهو يقول يجب ان نبحث عن العدالة ابوي وهو يقول انا مسئول عن كل الشعب اليمني ولن اترك البنك بصنعاء وهو مفلس .


كان الرجل يتلعثم في اجابته عن لماذا لم تدخلوا صنعاء "قال بحرج مصالح دول" وهو ماقاله المحلل الحصيف محسن خصروف من قبل ان فيتو غربي يمنع اقتحام صنعاء وهنا لايمكن الا ان نستشف انها الادارة الامريكية والاوربية.


هادي يحلم ببلد من ستة اقاليم فيدرالي على شاكلة الانظمة الفيدرالية التي ذكرها وعددها حتى انه استشهد بنظام اثيوبيا حتى لايكون المثال بعيداً.


اختلفنا مع هادي اتفقنا هو يملك مشروع يدافع عنه منذ سنوات ولم يتغير ولم يغير فيه حرف واحد ولم يرفع ويلم يهبط سقفه.


هادي يقول ان مؤتمر الحوار الوطني كان نهاية عملية "للعقد الاجتماعي " المسمى دولة الوحدة الاندماجية باقرار نخب اليمن ومتخصصيه في حوار امتد لسنة وقدمت فيه القضايا بطرق علمية وكانت بحوثه من قبل الفرق هي الارقى في العمل السياسي اليمني حتى الان .


هادي في حديثه مع الجزيرة كان اكثر صراحة ان القضية الجنوبية مختلفة قال بالحرف ": ناقشنا او نقطة (قضية الجنوب ) ومشكلة صعدة وشرح الفرق بين القضية والمشكلة مايعني ان الرجل يعي تفرد قضية الجنوب.


خطأ هادي الحقيقي من وجهة نظري هو اقصاء فريق الجنوب بقيادة الصلب محمد علي احمد وفريقه المميز والشجاع واحلال شخصية كرتونية كمكاوي بدلاً عنهم مع الانتهازي خالد باراس .


هل غيرت المتغيرات الاخيرة هادي وهل ندم على ذلك اتمنى ذلك واتمنى ان تكون التحركات الاخيرة وعدم لجوء هادي الى احراج الجنوبيين عبر جلب نائبه ذي التاريخ الاسود مع وزراء غير مرحب بهم في عدن خطوة في هذا الطريق .


لكن بالمجمل هادي لديه مشروعه الذي يقف العالم خلفه وبجانبه بينما يملك الجنوبيين مشروع مختلف بمبادئ مختلفه وسقوف اخرى لكن دون دعم من احد.


سيبقى للشعب الجنوبي مشروعه طبعاً ولن يتنازل عنه واذا ارد هادي ان يكون عظيم في حق شعبه فعليه ان يعرف ماذا يريد الشعب عبر استفتاء منصف ودولي .


للحوثيين مشروع الامامة والحكم باسم ابناء الرسول في دولة ثيوقراطية على النمط الايراني تحكم شمال وجنوب ولصالح احلام بان يحكم اليمن بنظام ديكتاتوري عائلي يحكم كل اليمن وللاصلاح احلام بان يحكم حزبهم اليمن بدولة بنظام اسلاموي يعتمد عل المرشد يحكم كل اليمن وللجنوبيين مشروع لاستعادة دولتهم تحكم الجنوب ولهادي مشروع مختلف على الكل يريد لكلا من هؤلاء ان يكم نفسه.

 

مقالات الكاتب