اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
حين كانت تراود هتلر أحلام التوسع شرقا في النمسا وأوربا الشرقية، وجنوبا في بلجيكا وفرنسا وهولندا، ولم لا بريطانيا، مرت بخاطره فكرة استخدام آلته العسكرية الجوية إلى أقصى حد ممكن، فتكونت لديه مع مرور الوقت فكرة (القصف الاستراتيجي).
تقوم هذه الإستراتيجية في الوقت الحالي على استخدام الإمكانيات الجوية من غارات ماحقة وصواريخ طويلة أو متوسطة المدى، إضافة إلى الطائرات المحملة برؤوس نووية. وقد أطلق عليها في نهاية الحرب العالمية الثانية اسم "القصف الترويعي Terror Bombing"، بما ينطوي عليه من سعي لتحطيم معنويات العدو، وشل قدراته الاقتصادية والتموينية وتدمير لوسائل النقل إلى ميادين المعارك.
قبيل الحرب العالمية الثانية لم يكن هتلر قد جرب هذا النوع من الاستراتيجيات العسكرية، لكن كان له سلاح جو متطور بمقاييس ذلك الزمن. فظل ينتظر الفرصة إلى اندلعت الحرب الأهلية في إسبانيا بين الوطنيين الفاشيين بزعامة الجنرال فرانثيسكو فرانكو، والجمهوريين ذوي الميولات اليسارية والعلمانية ممثلين في حكومة الرئيس مانويل أثانيا. كان ذلك في يوليو عام 1936.
وقفت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية إلى جانب الجنرال فرانكو، حيث زودتاه بالعدد والعتاد.
وفي يوم 26 أبريل من عام 1937 شرع هتلر في تطبيق إستراتيجية (القصف الترويعي)، حين سلط فيلق كوندور Legion Condor ، لمحو بلدة صغيرة في منطقة الباسك اسمها (غيرنيكا). (ويبدو ان اسم "فيلق" سيصبح رديفا للكثير العمليات القذرة أثناء الحروب اللاحقة في مناطق مختلفة من العالم)
.
تصادف ذلك التاريخ مع يوم الأربعاء الذي يعقد فيه السوق الأسبوعي لسكان ريفي غيرنيكا وبيلباو التي تقع إلى الغرب منها. وتقول تقارير تاريخية إن حوالي عشرة آلاف شخصوا حجوا في ذلك اليوم إلى غرنيكا للتسوق أو بيع منتجاتهم الزراعية وسلعهم.
وبينما كان القرويون والسكان المحليون قد غادروا بيوتهم وهم يعتقدون أنهم سيعودون ببضاعة مزجاة أو بكسب لسد رمق ذويهم، كان أفراد فيلق كوندور، وبتنسيق تام مع كل من الفيلق الجوي الإيطالي الفاشي Aviazione Legionaria وقوات المتمردين، يستعدون للانقضاض على البلدة.
لم تمض بضع ساعات حتى دكت الطائرات الحربية الألمانية غيرنيكا دكا، مخلفة ضحايا تتضارب المصادرفي عدهم ما بين حوالي 150 وأكثر من 1400 قتيل.
انتهى ذلك اليوم باختلاط رائحة المنتجات المحترقة بلحم المدنيين المتسوقين. وبقيت لنا من تلك المذبحة صور أطلال أبنية، ورسومات خلدها فنانون من أمثال بابلو بيكاسو في لوحته التي تحمل اسم البلدة، ناهيكم عن جروح لم تندمل لدى سكان الباسك الذين لم مازال كثير منهم يسعون للانفصال عن اسبانيا بعد مضي ثمانين عاما على تلك الواقعة.
جرب هتلر سلاحه في أجساد الإسبان، فتأكدت له نجاعته. ثم بعد عامين من ذلك التاريخ أطلق شرارة الحرب العالمية الثانية.
تذكرت قصة غيرنيكا وأنا أشاهد كيف تدك الطائرات الحربية الروسية مدينة حلب وشقيقاتها دكا، بأسلحة لم يسبق للروس أن جربوا بعضها في الميدان، على حد علمي...