اطمأنت قلوب ال بيت رسول الله في مصر

ما من مسلم في مختلف الاصقاع الا وهو يفرد حباً كبيراً لآل بيت رسول الله ولا حاجة لمنافق ان يقصي امة الاسلام من هذا الحق المسكون في قلوبهم وهم أي المسلمون يجلون صحابة رسول الله وفي مقدمتهم الراشدون الاربعة رضوان الله عليهم: ابو بكر الصديق ، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن ابي طالب..

 

لا حاجة لهؤلاء المنافقين ان يدقوا اسفيناً بني ال بيت رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه فهذا الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه يسمي اولاده على هذا النحو :

 

1- الحسن 2- الحسين 3- محمد الاكبر4- عبيد الله 5- ابو بكر 6- العباس الاكبر 7- عثمان 8- جعفر الاكبر 9- عبدالله 10- يحيى 11- عون 12- عمر الاكبر 13- محمد الاوسط 14- محمد الاصغر.

 

القارئ لتاريخ ال البيت رضوان الله عليهم سيخلص الى انهم تعرضوا للأذى ابرزها مجزرة كربلاء واستشهد فيها الامام الحسين بن علي  رضي الله عنهما ضمن (18) رجلاً على النحو التالي:

 

(6) من ابناء علي (2)من ابناء الحسين (3) من ابناء الحسن (5) من ابناء عقيل (2) من ابناء عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما جميعاً.

 

لم يكن هناك تكافؤ على الاطلاق بين الجيشين حيث كان الحسين لا يزيد افراده عن (70) فيما كان جيش بني زياد لعنة اله في حدود (5000) جندي وخاض السبعون رجلا المعركة حباً في الحسين والا لم يبدوا أي حماس او رغبة وكان الماء يسيل فراق في دجلة وهم محاصرون : تموت الاسد جوعاً ولحم الضأن يرمى للكلاب حتى ان احد ابناء الحسين كان يشكو ضماه لوالده الحسين ورد عليه مهلا بني سنشرب بعد قليل من حوض رسول الله ..

 

اشتد الخطب وبرزت السيدة الجليلة زينب بنت علي رضي الله عنهما بروز مائة فارس وهي تدافع عن اطفال اخيها ومع زحف الغروب صرخت في العراء مستغيثة بجدها محمد : يا محمد ما نساؤك يبتن في العراء في العراء الى اخر الاستغاثة فقيض الله لها للإغاثة والدفيء وتفاصيل ذلك وردت في كتاب ابي الشهداء الحسين بن علي لعملاق الادب العربي عباس محمود العقاد..

 

كانت مصر الصدر الرؤوم والقلب الخفاق الذي ليضرب عند كل كرب او ازمة وفي صدارة من احتفنتهم مصر كان ال بيت رسول الله ومن ارث مصر الشعبي والتاريخي حي السيدة ((أي السيدة زينب)) وحي الحسين وجاءت فكرة هذا الموضوع وانا اقلب مجلة((الهلال)) القاهرية في عددها الصادر في شهر مايو 2010م..

 

في الصفحة (190) من المجلة موضوع شائق عنوانه نغم في حياتنا ساكن في حي السيدة والذي كتب كلماتها الشاعر زين العبدين فتح الله ولحنها محمد فوزي((1918-1966) وغناها المطرب الشعبي محمد عبدالمطلب(1910-1980)..

 

قدمت الدكتورة ياسمين فراج عرضاً سلساً للموضوع وقالت ان اغنية ((ساكن في حي السيدة)) من الاغنيات التي تناولت موضوعات خاصة بالأماكن الشعبية فمسجد السيدة في الحي المعروف باسمها امر بأنشائه الخديوي توفيق عام 1202-1884هـ   اما حي الحسين فهو قديم والمشهد الحسيني في اواخر العصر الايوبي وتم تجديده وتوسيعه في عهد الخديوي اسماعيل واستغرقت عملية البناء من عام 1280حتى 1290هـ .

 

ومطلع قصيدة ((ساكن حي السيدة)) التي اطربتنا كثيرة في ستينات القرن الماضي:

 

ساكن في حي السيدة    وحبيبي ساكن في الحسين

 

وعشان اقول كل الرضا  يوما تي اروح له مرتين

 

م السيدة لسيدنا الحسين

 

وكلمات الكوبليه الثالث :

 

افوت على بيت الحبيب حياتي واقول جريح يا اهل الهوى و يا ريت يكون لي معاه نصيب والحب يجمعنا سوى والفرحة تبقى فرحتين م السيدة لسيدنا الحسين.

 

حقاً لم يجد ال البيت راحة وانشراحاً وعبقاً ايمانياً مثل ما وجدوه في مصر وصحيح من قال مصر ام الدنيا .. هي الام وهي الدنيا وهي ام الدنيا..

مقالات الكاتب