اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
في بداية حديثي هنا أتوجه بصادق العزاء للزميل المهندس طيار عبد الله علي عبد الله المدير السابق لطيران اليمدا عضو مجلس أمناء مركز شمسان للدراسات والإعلام باستشهاد شقيقه العقيد عبد الرحيم علي عبد الله الموظف في شرطة مطار عدن الدولي عبر استهدافه بعملية إرهابية في عدن ومن خلاله أتقدم بالتعازي الحارة إلى إخوان الشهيد وأولاده وأسرته وأهله وذويه مبتهلا إلى المولى جل وعلا أن يتغمد الشهيد عبد الرحيم بواسع رحمته وأن يسكنه فسيج جناته وأن يلهم كل أهله ومحبيه الصبر والسلوان، وأن يجزي المجرمين القتلة ما يليق بهم من عقاب لما ارتكبوه في حق الشهيد عبد الرحيم وغيره من شهداء الإرهاب المنظم.
الشهيد عبد الرحيم هو آخر شهداء الإرهاب في عدن لكنه قد لا يكون الأخير فالإرهاب المنظم لا يعرف النهاية طالما بقيت الأبواب أمامه مفتوحة على مصاريعها سواء أبواب محفاظات الجنوب التي توصف بالمحررة أو أبواب الممولين الموزعين بين الداخل الجنوبي والداخل اليمني والخارج القريب والبعيد.
انتعاش العمليات الإرهابية لا يدل فقط على قوة أصحابها ومنظميها ومموليها بل يدل على ضعف الطرف الآخر وربما انقسامه وتفككه لا بل الأكثر من ذلك فقد يدل على اندساس الإرهاب والإرهابيين ووصولهم إلى صفوف الطرف الذي يدعي محاربة الإرهاب والدفاع عن الشرعية والانتماء إليها.
كنا دائما نتساءل إنه إذا كانت "القاعدة" و"داعش" تدعيان الدفاع عن "السنة" وتواجهان "الروافض" من بين من تواجهان فلماذا لا تقومان بعملياتهما إلّا ضد من هزموا المشروع "الرافضي" المتمثل بالتحالف الانقلابي البغيض الذي يمثل رأس الحربة والفيلق المتقدم لمشروع الامبراطورية الفارسية في اليمن، مما يؤكد أن هذا "الداعش" وتلك القاعدة ليسا سوى وجه آخر للمركز الانقلابي وإحدى أدواته المتنوعة، بيد إن التدقيق في نوعية الضحايا وخلفياتهم الجغرافية والثقافية والتاريخية يطرح أسئلة إضافية من بينها السؤال : من المستفيد من تصفية الكفاءات الجنوبية المشهورة بنزاهتها وكفاءتها وموقفها الوطني الذي لا يشوبه غبار؟ وهل "داعش" و"القاعدة" المستنسختان هما حكرٌ على منتجي المخطط الانقلابي أم إن أطراف أخرى لديها مصانعها لاستنساخ وصناعة "قاعدتها" و"داعشها"؟
لقد صارت داعش والقاعدة شماعتين يعلق عليهما كل محترفي الإجرام جرائمهم ومن خلالهما تجرى تصفية الحسابات السياسية السابقة والاستباقية، وهو ما يعني أن الإرهاب قد صار تجارة رابحة يستثمر فيها كل ذوي الميول الانتقامي وأصحاب النزعات الإجرامية بما في ذلك الطبقة المتورطة في كل صفقات الفساد الضاربة جذورها في التاريخ اليمني الذي غطى الفساد معظم سنواته خلال العقود الأخيرة
اغتيال الشهيد العقيد عبد الرحيم ليس حالة فردية، فالشهيد لم تكن له خصومة مع أحد ولم يدخل في أي صراعات من أي نوع مع أي طرف إلا دفاعه السلمي المستميت عن ضحايا التهميش والقمع والتنكيل والاستبعاد وانحيازه إلى قضايا الحق والحرية والكرامة الإنسانية، مثله مثل الآلاف من الشرفاء الرافضين للظلم والاستبداد والفساد والاستعلاء.
إن المسؤول الأول عن سلامة المواطنين جميعا هو السلطة الشرعية وأجهزتها التنفيذية والقضائية والأمنية، أما الجماعات الإرهابية فهي مجرد أدوات للتأجير لديها الاستعداد لتأجير مهاراتها في القتل والإجرام لمن يدفع، وما لم تجد من يتصدى لها ويردعها فإن البيانات والتهديد والوعيد لا يعني لها إلا الاعتراف بما تتمتع به من قدرات يفوق قدرات السلطة الرسمية ما يمنحها المزيد من الثقة والاستماتة في تنفيذ المزيد من الجرائم بحق الشرفاء والمخلصين للوطن والمواطنين.