ذكرى استشهاد المحافظ الانسان..!

في يوم 5/مايو/1950م وتحديداً بمدينة الشيخ عثمان محافظة عدن رزقت اسرة الحاج محمد سعد مولوداً اسمته (جعفر)...!

 

ترعرع ذلك الطفل الوديع في كنف والديه وعاش طفولته البريئة بالشيخ عثمان ،ولم يعلم جيران هذه الاسرة الكريمة بان جعفر سيكون اجمل واغلى هدية تهديه اسرته لعدن ،ليتفانى في خدمتها والاخلاص لبلده...!!

 

وفعلاً كان جعفر(الطفل) اجمل واغلى هدية لأبناء عدن .

 

فبعد تخرجه تقلد عدة مناصب عسكرية ليكون مدافعاً وحارساً اميناً لعدن التي احبها ومخلصاً وفياً لأهلها...!!

 

وبعد اجتياح مليشيات الجهل والتخلف العفاشية الحوثية لمحافظة عدن كان القائد البطل والمقدام لهذه المليشيات المتخلفة والحاقدة بالمرصاد وتقدم الصفوف للدفاع عن ام الدنيا(عدن) وكان مهندساً لعملية السهم الذهبي لتحرير عدن وقاد تلك العملية الى جانبه العميد/عبدالله الصبيحي...

 

وبعد تحرير عدن وتطهيرها عين محافظاً لها ليواصل مشواره الجهادي وكفاحه بإعادة البنية التحتية التي دمرتها آلة الحقد ومجنزرات وصواريخ الهمجية ..

 

وبدأ ذلك المحافظ الانسان يمسح دموع اطفال عدن الذين فقدوا ابائهم في هذه الحرب العبثية التي خطط لها وقادها سيئ الذكر عفاش....

ورأينا دمعاته الغالية رحمه الله تنهمر عند رؤيته للايتام ...!!

 

انه الشهيد البطل والمقدام جعفر محمد سعد الذي لن يعوض ابداً...

ولن تجد عدن مثيله في التفاني والتضحية..

 

استطاع شهيدنا بتفانيه واخلاصه ان يأسر القلوب، حيث نراه متنقلاً  لايهدأ له بال ليعيد الامل والبسمة لاهله في عدن..

 

نراه عندما يظهر على شاشات التلفزيون كيف يواسي الامهات  المكلومات ..

نراه يحن على الارامل والمعدمين والفقراء..

 

واعاد التيار الكهربائي والمياه الى كافة احياء وشوارع وحواري عدن..

وعمل جاهداً على فتح المدارس والمعاهد والجامعات..

وكذلك المستشفيات والوحدات الصحية..!

 

وبدأت الحياة تدب ،وبدأت عدن تستعيد عافيتها رويداً رويدا..

بفضل من الله ثم بمثابرة ذلك القائد المقدام الذي لايخشى الردى...

 

انه الشهيد القائد جعفر محمد سعد الذي لم يبخل على عدن واهلها الكرام وقدم لها اغلى مايملك .

 

وبينما كان المحافظ المخلص منهمكاً في عمله لخدمة من احبوه وواضعاً نصب عينيه هدفاً واحداً يتمثل بإعادة الحياة لعدن ونهضتها...

كان هناك على الطرف الاخر من يراقب تحركات شهيدنا ويرسم الخطط ،ويدبر لاغتيال ذلك المجاهد الصادق والبار...!

 

وتوصل اولئك المجرمون اعداء الحياة والانسانية الى قناعة مفادها التخلص من هذا الذي ازعجهم ويسعى لاعادة الامن والاستقرار....!!

لثقتهم بانهم لايستطيعون العيش إلا في بيئة غير آمنة ولامستقرة لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية...!!

 

وكان لابد ان تكون اداة الاستهداف لحياة القائد جعفر اداة فتاكة بحجم حقد هؤلاء المجرمين ليتمكنوا من ايقاف عجلة المشروع الكبير الذي خطط له وبدأ خطواته العملية على الواقع شهيدنا الفذ...!!

 

وتحقق لهم مارسموه وماارادوه ففي صبيحة يوم الاحد الموافق 2015/12/6م وبينما كان المحافظ صاحب القلب الكبير الذي لايكن حقداً لاحد ولايسعى لالحاق الاذى باي شخص ينطلق كعادته كل صباح ،اذا بسيارة مفخخة كانت في انتظار موكبه المتواضع والبسيط لتنفجر وتشتعل حمماً ليرتقي محافظ محافظة عدن جعفر محمد سعد شهيداً ومعه عدد من مرافقيه..

 

رحم الله الشهيد الذي احبه شعبه..

ولانامت اعين الجبناء الحاقدين.

مقالات الكاتب