رائحة الزيادة .. وجنون الأسعار ..

✍ بقلم / أنور الصوفي

هالني الزيادة التي طرأت على أسعار المواد الغذائية ، فبمجرد سماع التجار بزيادة رواتب العسكريين غير المؤبدة حتى تسابق التجار في شحذ سكاكينهم التي لا ترحم الموظف ولا غيره من العاطلين عن العمل ، فقد رفع التجار أسعارهم خمسة في المئة ، لمجرد أن شموا رفع الرواتب للعسكريين ، ولم تعلن الدولة عن زيادة للقطاع المدني ، ولم تبين للعسكريين هل هذا هو راتبهم للشهور القادمة أم أن المسألة هي مجرد سهان ؟ ولكن ما يحبط المواطن هم التجار الذين ما يصدقون بزيادة بسيطة حتى تلتهمه حساباتهم في البنوك في ظل غياب الرقابة الحكومية على التجار ، لقد أصبح لسان حال التجار يقول للموظف ( لا تسابق جناح الصقر يا جيب نهزة ) ، فلقد طبق التجار هذا المثل الشعبي على الموظفين الذين أصبحوا اليوم يتسللون في الأسواق خوفاً من رؤية التجار ، وإذا نادى أحدهم على الموظف أقشعر بدنه ، والتفت ساقاه ، ودارت به الأرض ، ورأى النجوم في عز الظهيرة ، مسكين هذا الموظف تتناوشه الأقدار ، ففي كل شهر يحلم بالفرج في الشهر الذي يليه ، فيأتي التجار ليقتلوا فرحته التي كان يحلم بها ، لقد سمع العسكريون بالزيادة في مرتباتهم ، ولم يصدقوا الخبر ، وصدقه التجار فرفعوا الأسعار ، وأكلوا الزيادة التي تكرمت بها الحكومة ، وأكل الموظفون الحسرة والألم على زيادتهم التي ما تسلموها إلا وأيدي التجار تمتد نحوها لتأخذها ، وكأنهم يقولون لهم هذه ضريبة صبرنا عليكم للشهور الماضية ، وكأنهم يقولون للعسكريين : يكفيكم الفرحة بالزيادة ، لقد تحول التجار إلى جشعين لا يراعون المواطنين المساكين الذين قتلتهم الحرب ، وقتلتهم الهموم والأمراض ، لقد أمسى المواطن يعد الشهور ، وكملت أيامه عد ، فرسالة نوجهها للتجار مفادها : رفقاً بالمواطن ، فقد أنهكته الأسعار ، وتذكروا قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فاتقوا الله ، فالرأفة الرأفة ... والله من وراء القصد .

مقالات الكاتب