لاعزاء للعقل والحكمة

لاعقل ولا عقلاء في هذا العالم .. ولاصوت يصل ليحاكي العقول .. الكل يلهث خلف المجهول فمنهم من يبحث عن المصلحة ومنهم من يترقب الأمور ليحط قدمه على طريق قد يكون بداية في هداية إلى منبع ما ينهل منه حتى يرتوي عله يرتوي بما تهواه نفسه وتطمع فيه ... أصبحت حياتنا عبارة عم مجموعة من المطامع وأهدافنا فيها كنوز ليس فيها حد ولا قناعة .. الضعيف فقط هو من يدفع فواتير أطماعنا من روحه وحياته ومستقبله .
فهنا حيث نتواجد نحن تتواجد الكثير من الكنوز صارت الأنظار كلها تتجه إلينا وحين غاب الحارس عن المكان وترك وظيفته الرسمية وذهب هو أيضا يبحث عن ذاته في مكان آخر من العالم وصرنا كسفينة تخلت عنها صواريها وتقاذفتها الأمواج الهائجة في وسط عاصفة من الأطماع .. الكل يبذل الجهود ويعرض المساعدة ليس لأصحاب المكان وأصحاب الحق في الكنوز بل لمن يسرقون الكنوز من المكان علهم يمنحون جزءً مما تجود به الأماكن الغنية ..
ليسوا اللصوص من يستحقون صفة الكرم والعطاء كما يحلو للبعض ممن يتبعونهم نهجا وفكرا وثقافة وتبعية فهم في الأول والأخير لصوص بسطوا أياديهم على المكان واستحوذوا على مافيه من ثروة وكنوز .. والتابع عادة لا يتحصل على نصيب من هذه الغنائم لأنه وببساطة شديدة لو بدأ يحلم فقط في الحصول على شيء منها يدرج في خانة المعارضين وحينها يقام عليه الحد ويخرج من دائرة التابعين .. ويبدأون بتجهيز القيود له والزنازين ..إذن علينا هنا أن ندعو كل التابعين للصوص أن يطلبوا جزءً من الكنوز حتى يدركوا هذه الحقيقة إلا أن الكثير من التابعين هم ليسوا بتابعين وإنما مستسلمين لواقعهم وراضخين للعيش فقط على هامش الحياة لايحلمون بترك اثر ولا بالحصول على شيء ولو حتى بسيط من حقهم ليس في الكنوز بل حتى في الحياة ولو طلب منهم أن يخفضوا نسبة استهلاكهم للأكسجين المذاب في الهواء لتبرعوا بنسبة اكبر عن طيب خاطر وبقوا بدون أكسجين تدريجيا حتى يصبحوا في الحياة بدون حياة ..
سعاد علوي
29/12/2016

مقالات الكاتب