معاناة الموتى والاحياء علاء علي سعيد وعلي المحضار نموذجاً

نجد انفسنا كل يوم امام مستجدات الفساد التي انتشر في عدن انتشار النار في الهشيم ذلك ان عدة عوامل تضافرت لتعيد هذا الفساد منها ان السكان في الجنوب عامة وعدن خاصة دخلوا نفقاً مظلماً  يوم 22/مايو/1990 ولم يخرجوا منه حتى الان ويوسعنا القول ان (26) عاماً من دخول النفق المظلم كفيل وكاف لتدمير قيم المجتمع وتدمير جيل باكمله لان هذه الفترة تجاوزت الفترة اللاحقة للاستقلال الوطني في 30/نوفمبر/1967م بثلاث سنوات وهذا الجيل هو جيل الضياع ويذكرني بفيلم امريكي شهير اسمه (born losers) وسكن هذا الفيلم وجدان اهل عدن فعمق المأساة من واقع العنوان (ولدوا ضائعين) نعم ولدوا ضائعين  منذ22 /مايو/1990 وحتى اليوم.

 

تنوع الفساد بكل اشكاله خلال فترة  الانتقال الى ما يسمى الشرعية في سياق سيناريو استخباري دولي ابرز اطرافه وكالة المخابرات المركزية CIA وجهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) وايران او الفرس هم شركاء وحلفاء  استراتيجيون لليهود ولا يتسع حيث تعيش بلدان عربية منها هذه البلاد تنفيذ مخطط حدود الدم واداة تنفيذه هو علي عبدالله صالح وجهاز استخباراته المعروف بجهاز الامن القومي العاملين فيه من الجنوبيين وهم كثر والاداة الرئيسية صالح تعمل تحت امرتها ادوات شمالية وجنوبية وهي ادوات فرعية.

 

شهدت المنطقة على وجه الخصوص عدن موجة ارهاب واسعة النطاق وجملة اجراءات وسلوكيات استنزفت البشر ويتعرض العاملون  والعاملات من مدنيين وعسكريين وكذا يتعرض المتقاعدين العسكريون والامنيون لابتزاز في تسلم رواتبهم التي تنقطع لأشهر وتظهر لأشهر ولكن بعد دفع المعلوم من 3000 الى 5000 تدفع لرجال مكاتب البريد عبر سماسرة مسلحين.

 

ومن مظاهر واشكال الفوضى الخلاقة استبدال اسماء عاملين في القوات المسلحة والامن بإصدار البطاقة السابقة ولكن بأسماء جديدة وهذا التزوير والاستهداف يمارسه في  صنعاء الحوثيون ضد جنوبيين تركوا مواقعهم ونزلوا الى عدن بعد تعرضهم لاعمال تعسفية شملت ودفعت  رواتبهم لعناصر حوثية لان الاعتمادات موجودة.

 

المستجد في الفساد الجنوبي انهم اتبعوا نفس اسلوب الحوثيين وهذا الفرض له شهداء منهم الشاب/ علاء علي سعيد غالب من اسرة معروفة سكنت حارتنا منذ اكثر من مائة سنة وصعقت اسرته عندما قال لهم احد اعضاء اللجنة المكلفة بدفع المرتبات ان هذا الرقم بموجب البطاقة  التي امامه هي لعلاء ولكن ليس علاء علي سعيد غالب ولا احد يتصور حجم الكارثة فعلاء شهيد وسبق ان توفى والده ثم لحقت به ارملته(ام علاء) واعترض بعض الجيران (اي جيران علاء) وانا في طريق العودة الى بيتي وطرحوا القضية.

 

ما يبشر بالخير ان الاخ اللواء/شلال علي شايع ، مدير امن عدن رفع مذكرة شديدة اللهجة فور علمه بقضية الانتحال من فاسدين جنوبيين وحرمان اسرة شهيد من حقوقه المشروعة في راتبه الذي ستستفيد منه ارملته وطفلاه وهناك وعود بمعالجة الموقف .

 

وما هو هاجس علي المحضار:

ولدنا علي المحضار من منتسبي ميناء عدن وهو ابن حارتنا ايضاً (قسم Aفي الشيخ عثمان) وجدته يغلي قهراً  وحباً في عدن ومينائها من يتصور  ان ميناء عدن الذي اشتهر عبر كل العصور بدءأً من كتاب التوراة(اقدم كتاب سماوي) وتحديداً سفر حزيقال ومروراً بالرومان والاغريق والصينيون وانطباعات رحالة  عرب وغيرهم منهم ابن بطوطة وانتهاء بميناء عدن في فترة الادارة البريطانية وكان ثالث ميناء في العالم.

 

مما يحز في النفس ان رجال الجمارك اصبحوا لا يمارسون عملهم وفق القانون وما يقتضيه النظام واللوائح الاجرائية فتصدر اوامر رسمية شفوياً طبعاً بان هذه الحاوية وتلك لا تخضعان للإجراءات وسمحوا بمرورها من انزالها من السفينة رأساً الى البوابة والاتجاه نحو هدفها ويتم الاكتشاف والاعلان بان الحاوية كانت حاملة صواريخ واسلحة وذخائر.

 

انه الغزو من الداخل انه محاولة تأمريه من خلال مخطط حدود الدم على الجنوب عام وعدن خاصة بأيادي جنوبيين في سياق ترتيب جغرافي  جديد للمنطقة او قل ان سايكس بيكو الجديد.

 

الا ترون ان المعاناة  شديدة ومشروع لأصحابها من اسر الموتى والاحياء من رفع صوتهم وخروجهم الى الشارع انها ليست معركة عيدروس الزبيدي او شلال شايع انها معركة عدن واهلها في وجه عناصر التخريب.

مقالات الكاتب