صقور الجنوب .. وزعماء القبائل الأكذوبة !!!

قبل الحرب كانت مواكب مشائخ القبائل تفحط في شوارع العاصمة والمدن اليمنية ، ويا لها من مواكب مازالت وناناتها ترن في أذني  ، فلا يكاد يذهب موكب إلا ويتبعه موكب آخر  ، وكان الجنوبيون المساكين أما في السجون ، أو تحت بند خليك بالبيت ، فلما حمي الوطيس توارت المواكب ، وغادرت المشائخ صوب أنقرة  والرياض ، وانبرى الجنوبيون لقيادة المعركة وهم لها أهل ، فتشكلت المقاومة الجنوبية ، ومن بطنها ولد  الجيش الجنوبي فحررت هذه القيادات المحافظات الجنوبية في فترة وجيزة وقصيرة جداً  ، ولم تستطع مواكب المشائخ العودة إلى ما كانت عليه ، لأن الجنوبيين لم يحرروا الأرض التي يعيش عليها هؤلاء المشائخ الأكذوبة ، ومازال  الجنوبيون يتسابقون  في ساحات الوغى ، ويروون بدمائهم شجرة الحرية ، ومن على أسرتهم يتابع المشائخ الانتصارات ، لعلها  تعيدهم  وتعيد مواكبهم  الكاذبة ، لقد أثبتت القيادات الجنوبية إنها لا ترضى إلا بالصدر ، فشعارها :  ( لنا الصدر دون العالمين  أو القبر )  ، فقيادات الجنوب دائماً في المقدمة  ، وما علي ناصر هادي ، وقطن ، وعمر سعيد ، والوحيشي ، وغيرهم كثير إلا دليل على لزومهم المقدمة ، وكذلك من وقع في الأسر كرجب ومنصور والصبيحي ، فالجنوبيون هم أهل المقدمة وأهل المواجهة ، فوالله إنه ليقشعر البدن وأنت ترى على ناصر هادي وهو يخوض المعارك ، وكأنه جنرال تخرج حديثاً ، فهو يصول ويجول بين أفراده ، فلك أن تقف له لتحييه ، هذا الكهل الذي أبى ألا أن يموت بين جنوده ولم يطلب المخرج الآمن بل وجد راحته بين جنوده شهيداً بإذن الله ، وحديثاً عندما ترى عمر سعيد الصبيحي يموت وهو ينظر إلى السماء حراً شجاعاً ، أيتصور أحدكم مدى شجاعة هذا الرجل وهو قائد لواء يتقدم الصفوف حاملاً سلاحه ، لا يخشى العدو ، فصورته توحي لنا مدى الشجاعة التي وصل إليها هذا البطل القادم من أعماق  الحراك الجنوبي  ، صقور الجنوب  لا يطلبون مجداً ولا مواكب ، ولا قصور ولا قطاعات ، ولكنهم ينشدون وطناً يعيشون فيه بسلام ، وهذا هو ديدن كل الجنوبيين ، أما مشائخ القفلة فيتحينون الفرصة لركوب المواكب وتوزيع الغنائم والفلل والقطاعات ، فشاهت تلك الوجوه التي تريد العودة على سيمفونية   أنين الأبرياء  ...

مقالات الكاتب