توقعات حسب المعطيات

 بقلم / أنور الصوفي 
المتوقع حسب المعطيات أن الجنوب يسير نحو الانفصال بخطوات بطيئة ، والسبب في هذا التأخير أن دول الخليج لم تعزم على انفصال الجنوب ، بل أن تفكيرها في الوحدة أصبح أكبر من تفكيرها في الانفصال ، خاصة الشقيقة الكبرى التي رأت في الجنوب العصا الغليظة لإخضاع التكبر الشمالي ، وكف يد التطاول وابتزاز السعودية ، فالسعودية مستعدة لدعم الجنوبيين في ظل الوحدة وما عداها فلا ، لهذا فالجنوب يسير نحو الانفصال ولكن خطواته متثاقلة وبطيئة ، وممازاد هذه الخطوات تثاقلاً هو اختلاف أبناء الجنوب ، فكل فصيل يرى في نفسه المؤهل لقيادة الجنوب ، لهذا أتوقع أن يكون العام 2017 م هو عام رص الصفوف لنيل الاستقلال والتقدم خطوات كبيرة نحو تحقيقه ، لأن المملكة سترى في الانفصال المخرج لها من هذه الحرب ، وستحاول السعودية دعم دولة سنية في الشمال تدين بالولاء لها ، وبالتالي ستصب أيران جام غضبها على دول الخليج وستكون ضربتها القوية على رأس دولة الإمارات عن طريق الجزر المتنازع عليها ، وستنهار دولة الإمارات التي تعودت على الدعة والسكينة والرفاهية ، ولأن الإمارات قد بلغت زهوها في مجالات التطور ، وحادت عن الطريق من خلال تحويل بعض إماراتها إلى ما يشبه المدن الغربية في بهرجت الحياة ، ولكل شيء إذا ما تم نقصان ، وستعمل المخابرات الامريكية ، وأيران على زعزعت دول الخليج الصغيرة من خلال بث الفرقة الطائفية ودعم المد الشيعي ، وستدخل دول الخليج في فوضى لا يعلم بها إلا الله ، هذا حسب معطيات العام 2016 م وإذا أرادت دول الخليج تجاوز المد الفارسي والتصدي له عليها دعم قيام دولة في الجنوب وعلى وجه السرعة لمقارعة أي تمدد فارسي نحو الخليج ، لأن قيام دولة في الجنوب سيسد عين أيران ، وسيحجم من طموحاتها في الخليج ، لأن الجنوب مصنعاً للرجال الأشداء والأقوياء ، فباستطاعت دول الخليج أن تنشيء جيشاً خليجياً بمشاركة جنوبية وتنشره على الحدود لحماية أمن الخليج والجزيرة ، بعد أن تكشفت عورة الخليج بعد سقوط صدام ، فالجنوب هو الحل ، والإسراع في إقامة دولته حماية للخليج قبل فوات الأوان ، قراءة للواقع حسب معطيات على الأرض .

مقالات الكاتب