عشق الأفاعي

ظنت أنه سوف يسمعها كل يوم أحد مقاطع أغاني هاني شاكر، أو عبدالحليم، خاصة أنه استغرق وقتا لإقناع أهلها بالقبول بتزويجه إياها، فإذا به يصفعها على وجهها و يهينها حين لا تطبخ له "الملوخية المصرية"، و يتوعدها بالضرب إن وجدها تهيء طبقا مغربيًا.


 سألتها لماذا تزوجتِ بسوري؟ قالت حكايتي معه طويلة، لكن في الوقت الذي أتى فيه عندنا ليتقدم لخطبتي، كان جاري المغربي يحاول جاهدًا إثنائي عن القبول بالعريس السوري، ويسعى لاستمالتي وإقناعي بحبه، لدرجة أنه تعارك مع السوري لأجلي. لكني فضلت السوري وقتها، لأن أسلوب كلامه أعجبني (على راسي و يا عيوني).


نظرت إليها و أنا مشفقة لحالها، و أنا أتذكره يناديها  "وينك يا كلبة. ما سمعتيني يا حيوانة". طبعا، يا ويلها إن أخطأت في شيء، لأن جزاءها سيكون "الله يلعن البلد يالي جيبتك منو".


 أما هذه فكان قدرها مع السعودي، الذي تزوج بها في المغرب على العهد والصدق أمام القاصي و الداني من أهلها، لتتفاجأ عند ذهابها أنه ما هو إلا سمسار نساء. يخبئ وثائق هذه، و جواز سفر تلك، و يطلق و يزوج و يهدد. قالت لي "إلى الآن ساعدت أربع نساء من دول شتى على الهرب منه، إدعي لي أن أكون المقبلة".


أما التالية فهي لا تعرف عنه سوى  أنه من العراق. بدا لها مهذبا و خلوقا و متمسكا بها، بعدما تظاهر بحبها هي و المغرب و أهله. فوافقت على شرط أن يعيشا في المغرب. إلا أنه صدمها بعد ذلك بإرغامها على ترك البلاد واعتناق المذهب الشيعي، و ممارسة طقوسه، و أنه في حال رفضها سيحرمها من أولادها، و طبعا "الله يلعن أهلك و دينك و بلدك".
ومن أبشع الحالات تلك التي تزوجت في أمريكا من المصري الذي أقنعها بأن أخلاقه نبيلة وكل ان كلامه معسولا.

 

وظلت على هذا الحال الى ان اتستيقظت ذات صباح فوجدته خطف الأولاد وسرق مالها و مجوهراتها ثم اختفى. فما كان منها الا ان اصيبت بانهيار عصبي وفقدان للذاكرة أودعت على اثره مصحة نفسية لمدة عام و نصف. بعدما باءت محاولات العثور عليه بالفشل. وبعد أن سمع أحد المغاربة صدفة بقصتها، أوكل لمحامٍ مهمة البحث عن أولادها بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي أي) فاتضح أنه فر بهم إلى مصر.


 أما أخيرًا و ليست الأخيرة، فهي سيدة مغربية صاحبة محلات حلويات. تقول انها تعرفت عليه وكان يتظاهر بالتدين والتفاني في العمل وافقت عليه وجعلته شريكًا لها في كل شيء.

 

ليبدأ في اختلاس حسابها تدريجيا و يهمل الأقساط الشهرية و رواتب العمال، الى ان اكتشفت انه بدأ يحول المال تدريجيًا إلى مصر، و أنه كان ينوي سرقة كل ما بحوزتها قبل أن يعود نهائيًا إلى المحروسة، تاركًا إياها خلفه مديونة إن لم تكن مشردة وعرضة للمحاكمات القانونية.

 

رحمك الله يا عبد الحليم، و لا يزال الطريق إلى الأقصى بعيدًا

مقالات الكاتب