البعبع أمريكا...!

بالأمس كانت حبوبة أمريكا ، واليوم كالبعبع تبدو لي أمريكا ، ترهبنا ضحكة أمريكا ، وأبتسامتها أيضاً ترعبنا ، وإذا ما غضبت أمريكا فالويل لمن يغضب أمريكا ، أمريكا بعبع نحلمه ، وإذا ما استيقظنا ، ظل البعبع يطاردنا ، في الجو تحلق لتضربنا أمريكا ، وفي البحر تغوص وتسبح أمريكا ، وفي البر تثير النقع فتعمينا أمريكا ، فهل إسرائيل هي أمريكا ، أم هي بنت تربيها أمريكا ؟ 

 

هل الروس جزء من أمريكا ، أم أمريكا بلدة للروس نسميها أمريكا ، أم أمريكا والروس عدوان ؟


لا أدري ، لا أدري ، وما أعرفه فقط هو أن أمريكا بعبع مزروع في تفكيري وتفكيرك ، فهل أخطأت ، أم ما يعنيني يعني لك .

 

كنا صغاراً وكنا نسمع عن أمريكا ، وكانت صغيرة مسكينة أمريكا ، فكبرنا وزاد حجم الصغيرة أمريكا ، فأذرعها امتدت حتى طالت كل العالم ، فمن الجو تراقبنا أمريكا ، وترصد حركاتي وحركاتك أمريكا ، يا للهول !!!


ألهذا الحد وصلت أمريكا ؟


نعم هذا ما نعلمه عن أمريكا ، تحتفل أمريكا بمرور عشرات الأعوام من الانجازات ، ونحن نحتفل بالثورات ، فنحن نفوق أمريكا في تعداد الثورات ، فنحن أغنى شعب في عدد الثورات ، وعلى عين البعبع أمريكا ، هذا بيني وبينك ، فياخوفي لو تسمع بكلامي هذا أمريكا ، فقد قالوا : إنها تسجن تسحل تضرب وتقطع رغيف الخبز ، لا لا حتى رغيف الخبز يأتيني من أمريكا ، فيا خوفي أن يأتي يوم تلملم هواء العالم أمريكا ، وتصدره وإذا غضبت منا تمنع تصديره أمريكا .

 

هل خوفك قد بلغ مبلغه من أمريكا ، فعلى رسلك فنحن بلدان أكثر من أمريكا ، فعراق ومصر وبلاد الشام وبلاد الحكمة والإيمان ، كذلك بلاد المغرب فلا أكاد أحصيها ، فهل كلامي هذا سيرعب أمريكا ؟ 


يا رب ننام ونصحو وقد زالت أمريكا ، أو قد زال الخوف من البعبع أمريكا ، حذارِ أن يصل كلامي هذا للمهووسة أمريكا ، حذارِ تسمعنا أمريكا ، ربما يغضب كلامي هذا الكثير من الذين لا يخشون أمريكا ، أما أمثالي فيعلمون أن الغدر طبيعة مغروسة في أمريكا ... فاحفظنا يا رب من البعبع أمريكا ، قولوا آمين ، ولا يرتفع حتى لا تسمع أمريكا .

مقالات الكاتب