أبين الفقيرة المنكوبة

تصلبت أناملي عند الشروع في الكتابة عن أبين ، وسالت دموع يراعي لتحكي لكم مأساة أبين الفقيرة المنهارة ، فكل ماعليها متهالك ، وأغلب إداراتها فاشلة ، فأغلب هذه الإدارات تماثيل تظهر فقط على الشاشات لتبيع الوهم هنا وهناك ، ربما ما يدور في اليمن كله لا يساوي عشر ما تعانيه أبين ، ولكن الإعلام في أبين مغيب ، فبعض المحافظات لم ينالها ما نالته أبين إلا أن الإعلام فيها صاحٍ ومفنجل عيونه ، وإعلام أبين نائم ويخط في نوم عميق ، وإن صحي لم يرق إلى مستوى أبين ولادة الرجال ، محافظة الرؤساء والقادة ، فلا قناة ولا صحف ولا كتاب ولا مثقفين يكتبون عن معاناة أبين ، وإن وجد فإنه لايرقى إلى مستوى الجرح الغائر في خاصرة الحبيبة أبين ، فأبين تفتقر لقناة فضائية لتبوح بمآسي أبين .

أبين ملف ملحق ، أبين أنين الماضي وأحزان الزمن الحاضر ، أبين قصيدة حزن لو قُرأت أبياتها لمات قارؤها كمداً عليها ، أبين المحافظة المنسية دوماً ، ولا يظهر اسمها إلا عند الملمات ، حالها كحال عنترة العبسي .

أبين إداراتها في الغالب لا تأتي إلا لحصد ثمار المخصص الشهري ، ولتمثيل المحافظة في الدورات الداخلية والخارجية ، إداراتها تحتاج إلى مراجعة من قبل محافظها ، فالمحافظة تحتاج إلى التدوير الوظيفي ، فكل ماعليها سلبي ، فالكهرباء في بعض مديرياتها صفر ، والصحة ، تكاد تكون مشلولة ، فبعض مستشفياتها مبنى لاغير ، ووحداتها الصحية مغلقة ، أما الأمن فيها فهو فاشل مع مرتبة الشرف ، فحزامها الأمني عمل لنا دوخة ساعة ينسحب ، وساعة يعود ، وإدارات الأمن لا يعمل فيها إلا إدارة الأحوال المدنية التي لا تصرف إلا شهادة الميلاد ، أما التربية فيها فلا تعمل إلا بنصف الكادر وباقي الكادر أستيبني ، أي بديل ، وما قطع من المنهاج لا يتعدى ال 50 في المئة في أغلب المدارس .

أعطيكم إياها على البلاطة أبين محافظة فاشلة بكل المقاييس ، فقيرة بالطول والعرض منكوبة وكلمة منكوبة في حقها قليل ، أبين ميدان كبير لممارسة السياسيين ألعابهم القذرة عليها ، فلو تخاصم الساسة كانت أبين هي الميدان ، فلكِ الله يا أبين ، فالرئيس منكِ ، والفقر فيك ، ووزير الداخلية منك ،ِ ولا أمن فيكِ ، فهل ستظل أبين تعاني ؟ سؤال نوجهه لمحافظها ، ولرئيس الجمهورية ، ولوزير الداخلية ، وللحكومة بمختلف مشاربها ، دمتم ودامت أبين بخير ... ِ

مقالات الكاتب