لمن أسر الشهداء..؟!

عبارة يتفطر لوقعها القلب وتنهمر الدموع عند قراءتها.... لمن أسر الشهداء..؟

 

رأيتها مكتوبة باللون الاحمر على احدى الجدران بمدينة خورمكسر، هذه المدينة التي استبسل اهلها وخاضوا مواجهات مع المليشيات المعتدية.. فمنهم الشهداء....؟
وماذا قدموا....؟


واين ذهبوا ليتركوا اولادهم وزوجاتهم واهلهم خلفهم....؟؟!


انهم اولئك الشباب الاوفياء لدينهم ووطنهم وشعبهم.. انهم شباب نذروا انفسهم لله ثم لاهلهم وبلدهم ، كانوا في مقدمة الصفوف لمواجهة المد الشيعي الحوثي العفاشي الذي حاول التوغل في اراضي وطنهم وخاضوا مواجهات مباشرة وسطروا اروع الملاحم البطولية واستبسلوا واستماتوا على ثرى وطنهم الذي لاتعدله كنوز الدنيا.

 

انهم شباب المقاومة الجنوبية البواسل الذين رووا بدمائهم الزكية والطاهرة تربة عدن وابين ولحج والضالع وشبوه وحضرموت وبقية المحافظات اليمنية... انهم شباب يتسابقون للفوز بالشهادة دفاعاً عن ارضهم وعرضهم... وكان لهم ماتمنوه... وحقق الله لهم امنياتهم ورزقهم الشهادة في سبيله ولرفعة دينه القويم وارتقوا الى خالقهم شهداء مقبلين لامدبرين.... كل هذه التضحيات الغالية التي قدمها شباب المقاومة لينعم الوطن بالامن والامان ، وليحيى مواطنوا هذه البلدة الطيبة في رفاهية ورخاء وراحة البال... وتركوا خلفهم اسرهم واولادهم وزوجاتهم واقاربهم دون معيل ولامعين يقف الى جانبهم في هذه الدنيا....!

 

تركوهم ليحيوا حياة كريمةفي هذا الوطن الذي افتدوه بارواحهم ، وتركوهم امانة في اعناق قادة الوطن الذي لولا هذه الدماء بعد الله لما تبوأوا هذه المناصب الرفيعة..!!
نعم ان اسر الشهداء في اعناقكم ايها القادة وولاة الامر فاحفظوا هذه الامانة واوفوها حقها من الرعاية والاهتمام.. ولاتتركوهم يبحثون عن حقوقهم التي لم يستطيعوا الوصول اليها بعد ان فقدوا من كان يقوم بتلك المهمة.


اعطوا اسر الشهداء حقوقهم وميزوهم عن الاخرين ، فهم من يستحقون ان نرفعهم فوق هاماتنا واعناقنا... لاتتركوا اسر الشهداء ايها المسؤولين يتيهون وسط الزحام والمحسوبيات .

اجعلوهم يعيشون حياة الكرماء والسعداء.. ثبتوا مرتبات الشهداء وارفعوها ، وامنحوا لمن ليس له مرتباً من قبل مرتباً هو الاخر ليكون ذلك المرتب معيناً لاسرهم من بعدهم.. واجعلوا تضحيات هولاء الشباب نصب اعينكم ولاتنسوهم في زحمة التسابق على المناصب والمكاسب.


تذكروا ان شهداء هذا الوطن قدموا ارواحهم لتصلوا لهذه المكانة الرفعية فلاتنسوا اسرهم.

مقالات الكاتب