قريباً...!!!

(قريباً) كلمة عربية بسيطة واضحة المعنى وسهلة النطق والكتابة ... وتعني:

- عما قريب...

- في القريب العاجل...

- وبالانجليزية(soon)..

ودأب حكامنا الافاضل منذ قديم الزمن على الاستعانة بهذه الكلمة التي لم يتكلفوا عناء نطقها او التلفظ بها لبساطتها وقلة حروفها...ليستخدموها في تخدير هذا الشعب...!

 

وتعود المواطن ان يرى بين الحين والآخر احد الاخوة الوزراء او رئيس الحكومة يطل من على شاشة التلفزيون بطلته البهية وببدلته الانيقة التي يحرص على اختيارها بعناية فائقة ويحرص كذلك على شرائها من افخم محلات الملابس ذات الماركة العالمية ليبدو امام المواطنين بكامل اناقته وشياكته ليبشرنا بافتتاح مشروع او مصنع ما...

 

او يزف الينا نبأ رفع مرتبات الموظفين ليلحق بهذه البشرى (السراب) كلمة (قريباً)...!!

ويظل المواطن المسكين او الموظف الغلبان الذي اثقلت كاهله الديون متشبثاً بهذه البشرى وهذا الوعد(قريباً) ويرقب الطريق ويتلمس الاخبار لعله يرى في الافق وصول ذلك الوعد الذي قطعه حكامنا على انفسهم والمسمى(قريباً) ..

 

ولكن..دون جدوى..

حيث انقضت الايام والاسابيع والشهور على امل اقتراب الوعد(قريباً) ولم يصلنا قريباً ولاتحقق لنا ذلك الحلم الجميل الذي نقله لنا السادة الوزراء...

واكتشف المواطن بان ذلك المصطلح(قريباً) ماهو الا للاستهلاك الاعلامي ومضيعة للوقت ..

واستخدمه الحكام للضحك والاستهزاء بهذا الشعب الذي منحهم الثقة ليتقلدوا تلك المناصب الرفيعة ليسخروها فيما بعد ويوظفوها لمصالحهم ومنفعتهم الشخصية ، ويمنحوا المواطن مشاريع ووعود وهمية تتبخر في الهواء بمجرد بثها على الهواء من على شاشات التلفزيون....!

 

ولايسع المواطن في هذا الوطن الجريح الذي ابتلاه الله بمثل هؤلاء الحكام الذين لايرقبون في هذا المواطن إلاً ولا ذمة ..

إلا ان يرفع اكف الضراعة ليدعو الله ان يجعل زوال كل حاكم او مسؤول لايتقي الله في رعيته (قريباً) بمعناها الذي نفهمه نحن المواطنين وليس (قريباً) بمفهوم الحكام... انه سميع مجيب.

مقالات الكاتب