الخطوات... أسرار

 

تنهض من فراشك باكرا و تجهز نفسك بأسرع ما يمكن و تخرج من بيتك و تقود سيارتك مسرعا و تحاول أن تصل قبل الوقت.

تجد نفسك في الممر تنتظر خروج من هو عنده في المكتب. الصمت سيد المكان.
تلقي نظرة على هاتفك المحمول فتجد الواتس أب قد أعلمك بوجود رسالة. تقرأها و تقول أين أجدها.
ترى رجلين من الأمن قادمان و معهما رجل و زوجته و طفل، و رجل أخر في الطرف الأخر.
يعلو صوت الصراخ من هذا و ذاك و يبكي الرجل أمام زوجته و إبنه. "نعوذ بالله من قهر الرجال".
يقول رجل الأمن للرجل الأخر "إنها أيام مفترجة و مباركة، أمهلهم أسبوعين لوجه الله و مكرومة للعيد"، يقول الرجل "لقد أهملته أربعة أشهر. لكن لأجل الله و أجل العيد سوف أمهله إلى ما بعد العيد".
ترى المرأة و ترى الطفل و تتذكر الرسالة. تسألها كيف ستمضون العيد. تقول يعلم الله. تقول عندي لك مال من عند أهل الله. فرح الصبي. خرج الرجل من مكتبه و غادرت المحكمة.
تتسأل بينك و بين نفسك "ما الذي أتى بي إلى هنا".
تعود و تكمل نومك.

**
تسمع صوت الأذان و أنت في السوق في الدكان. تدع كل شيء من يدك، و تقول حي على الإيمان. تركض نحو مسجد بعينه. تتيه بين الشوارع فتسأل صاحب منصة السجائر. يقول لك إذهب في هذا الإتجاه.
بعد بضعة خطوات تعلم أنه مسجد مغاير فتعود أدراجك. فتتذكر أن مسجدك المفضل في الطرف الأخر. تدخل المكان... الله أكبر أقيمت الصلاة... السلام عليكم إنتهت الصلاة.
ترى السبح معلقة في الجدران، تأخذ واحدا منهم، تسبح و تذكر الله و تطلب الغفران و نور القلب.
تبحث عن من يملك مفاتيح المسجد. لا تجد أحد. تسأل إحداهن هل تعرفين من المسؤول هنا؟.
لا جواب.
تخرج خارجا تريد أن ترى الإمام. هناك الرجال، تتقهقر المرأة. تذهب و تقول لم يكتب الآن.
تغادر المكان. على أعتاب فناء المسجد تناديك الفتاة، تسألك ما سبب السؤال. تقول لها شيء لله. نادتها من بعيد. قالت لها إرفعي النظارة السوداء.
رأيت عين فيها داء. فيالا الصدفة. هنا طالب نور القلب و هنا نور العين. ما العمل و الجهد قليل. تتذكر جملة "لا تحقرن من فعل المعروف الشيء" و سأل الحذر ما الدليل؟، قال الإيمان هي لله. تطلب ورق الطبيب. تراسل الجمعيات، بعد أسبوع تتصل بك الفتاة "أرسلوا إلي أكثر مما طلبت"، فيالها من صدفة. نعم، تذكر أنك كنت تقصد مسجدا بعينه.

#مريم_عرجون

مقالات الكاتب