قالها بن معرج .. قالها بن شمسان .. ليل إلى متى أيها الإنسان؟!

بينما كنت غارقا في الحسرة على البلاد والعباد في الجنوب وهم - إلا من رحم الله - متآمرون على بلادهم  لحساب علي عبدالله صالح في إطار المؤامرة على البلاد لحساب مخطط "حدود الدم" وصاحبتاه واشنطن وتل أبيب، وكنت قد هيأت نفسي نفسيا وذهنيا لكتابة هذا الموضوع، وإذا بالأخ العزيز أبو لؤى الزامكي (جار الله سالم) يبعث مع أحد الأعزاء بقصيدة "أنا فاقد وطن"، ومطلعها :

 فاقد وطنا اليوم مش فاقد سكن    قد قالها القائد وفي نفسه حزن

 كنت قد تلقيت قصيدة ابن مودية الشاعر الفذ أحمد حسين معرج الذي نقل مشاعره بأمانة وموضوعية استحق معها كل تقديرنا واحترامنا ووجدت نفسي أصرخ : لله در بطنا حملتك يا بن معرج، في قصيدتك الجميلة وهذا نصها :

يقول فتاح بر معرج    باطل جريمة أكبر جريمة

نص الحكومة من أبين    ولا لهم أي قيمة

سكوت لاجل المصالح      وأبين يدوسو جريمة

ملا خسارة محسوب       علينا كمن بهيمة

كلن حسب حسابه           وتركوا ابين يتيمة

ما حد رضي بالملامة       والبهذلة والهزيمة

ومن رضي في بلاده       وأصبح يناصر غريمه

مضمون يرضى في أمه    وزوجته والكريمة

بعض القبايل من أبين      لها سوابق قديمة

من عهد مصلح وعنتر     وشقلهم في النميمة

يتقسموا أبين غنايم        كمنو كمن غنيمة

محد تأثر عليها من       أجل تبقى سليمة

وش قلت ياعبدربه      ماقلت حتى كليمة

تركت أبين بلادك        لأصحاب صعدة وريمة

مافيش قايد من أبين      غيور عنده عزيمة

يوقف أمام التحديات     والتوعيات الغشيمة

ياصحابنا صدقوني     هذه سياسة لئيمة

بكل شي قد علمنا       والغيب ربي عليمه

كمن أسد ضاع صوته     ولاسمعنا نهيمه

رضى بحكم الثعالب   والثعلب أصبح زعيمه

المعذرة يا بلادي      يا أبين العظيمة

على حسايش يلفو     وأنتي بظلمة ظليمة

 

وماذا قال بن شمسان

أما جبران شمسان, ابن مدينتي الشيخ عثمان وشقيق صديق عمري وزميل دراستي رياض صالح شمسان وأسرة صالح شمسان العريقة برزت في صفوف العائلة: رياض ومروان وجبران ونجلاء وإيمان وخالهم عبدالرزاق معتوق وخالهم (زوج خالتهم) عبدالله فاضل فارع  والأستاذ جبران تربوي ومترجم وشاعر وباحث له مؤلفات معروفة (نثرا وشعرا) منها (اشهد يا وطن!)، ومن قصائد الديوان القصيدة العصماء (فتش عن الموساد!) ومطلعها:

احذر الموساد يا وطن

احذره في السماء

وأحزمة الشباب والشراب

في علكة الأطفال أو ملابس النساء

بادرونا بالسموم والمواد

احذروا الموساد

عبر ادخال السموم

والاغتيال والاقتتال

وأي انفجار

عبر كل ثغرة في الليل

والحدود والبشر

يسربون الموت

والعقم للرجال والنساء

تفننوا بالغدر المسموم

 والايدز والدواء والمبيد

وكل واصل إلى الجسد

وواصل إلى أعماقنا

وكل ما يمس نسلنا

والعرف والعقيدة

وضعنا بن معرج وجبران شمسان أمام مسؤوليتنا في البحث عن مخارج آمنة مما نحن فيه.. إنه ليل  يتخبط فيه الإنسان.. وننهي موضوعنا مثلما بدأناه: قالها بن معرج .. قالها بن شمسان.. ليل إلى متى أيها الإنسان؟!

مقالات الكاتب