لولم يكن العزكي فنانا لكان انتحاريا

لو كانت الشمال عرفت حاكما بقلب وروح فنان كعمار العزكي وليس بتفكير وعدوانية عفاش والحوثي والزنداني وعلي محسن ربما لم يكن حالها ولا حالنا كما هو عليه اليوم.

 

المبدعون بكل أطيافهم لايحبون القتل ولا السلب ولا النهب ولا يتصورون الحياة بغير الحب .

 

اذا لنمد ايدينا الى عمار ، فبمثله برقة وعذوبة مشاعره يمكن للناس ان تضع حدا لتغول الكراهية والعنف والهمجية التي بمثلها تحالف عصابات الدين والقبيلة والعسكر .

 

اتصور لو ان الجنوب توحد مع رجل باحساس فنان كعبد الرحمن الاخفش مثلا ، لكان قال لشركائه الجنوبيين تعالوا (نقسم الحب نصين). ولم يستأثر بكل شيء كما فعل عفاش الذي قال كل البلد لي وانتم لكم الجحيم.

 

السياسيون زرعوا في الناس كما هائلا من الكره والبغض لكل شيئ حتى بات اكثرهم يكرهون بعضهم دون معرفة ،، فقط لمجرد الجغرافيا أوالانتماء وهذا أمر مخيف ليس على الاخر ، ولكنه على النفوس ذاتها التي تكره دون ان تدري لماذا تكره.

 

من حقنا ان نمارس السياسة، وان نتمسك بمطالبنا بقوة ، ان نقاتل من يقاتلنا ، وان نركل باحذيتنا من يفكر باذلالنا ، لكن من التفكير غير السوي ان نكره انسانا لم يؤذنا ولم يسء الينا .

 

ان اردتم ان تقتلوا عفاش وزنادقته وعلي محسن وكهنته فعليكم باختراقهم عبر هذه النماذج المسالمة التي تزرع الحب ، وتنميه في العقول والقلوب وتنفر من ادوات القتل والاحزمة الناسفة.

 

وان صدق انتماء العزكي للاصلاح فهذا خطوة جبارة ينبغي ان نشجع هذا الحزب عليها ، علنا بهذا نسلخه من مهنة صناعة القتل و الارهاب التي يمتهنها ،

 

واذا كان العزكي فقط هو من انسلخ عن حزبه فصار فنانا جميلا فله بدوره منا كل الثناء والتحية فانه قد اختار طريق الصواب ولو لم يجنح للفن والسلم لكان مشروع انتحاري.

باختصار .

 

الفن رسالة سامية ونبيلة تستحق الحب والالتفاف حولها وليس النفور منها والغضب دون مبرر.

مقالات الكاتب