محاضرة تحت شجرة السيسبان !!"

بقلم / أنور الصوفي

تحت شجرة السيسبان يجلس الأصحاب بعد أن أنهكهم العمل المضني والمتعب ، جلسوا يضحكون ويسولفون ، فهذا ترك مدرسته من أجل القروش ، وجلس يضحك على انقاض مستقبله ، وأصبحت أحلامه محصورة في ستين ألفاً لعلها تتبارك وتأتي له بسيكل يشقى به على أسرته ومتطلباته اليومية ، وهذا يحلم ببقالة وآخر بفرشة ، ولكنها تبخرت الأحلام نظراً لتقديم المبلغ منتفاً ولم يدفع بشكل منتظم ضحك المغدور بمستقبله ضحكة هستيرية وهو يردد ذهب المستقبل ولم يأتِ السيكل ، ذهبت الأحلام ولم تأت البقالة مزقت المنظمة المستقبل ولم تشرفنا الفرشة ، ذهبت كل الأحلام ومنظمة ضد المستقبل منظمة ( كير ) قد كوشت على مستقبل أبناءنا ، وزجت بهم لمحاربة شجرة السيسبان الدخيلة على مجتمعنا وياليت المنظمة قد سخرت هذه المبالغ في تشجيع الطلاب لمواصلة دراستهم ، وياليتها نبّشت عن الفقراء من الطلاب وقدمت لهم المساعدات ، وياليتها بحثت عن المتميزين وشجعتهم .
مات مستقبل الكثير من الشباب بسبب هذه المنظمة ، ماتت أحلامهم على أكفان دراهم معدودة سرعان ما ستنتهي فترة الستة شهور وتنتهي كل أحلام الشباب .
تحت شجرة السيسبان دفنت منظمة كير مستقبل الكثير من الشباب ، دفنت هذه الأحلام ولم تبال بما سيترتب على هذا العمل الذي تحين فرصة بدء العام الدراسي وشرعت به لتنفيذ جريمتها ، وتاه الشباب بين أمرين الأول هل نواصل الدراسة وتضيع الريالات ؟ والثاني : هل نذهب للعمل لمدة ستة شهور ويضيع المستقبل ؟ لقد عاش الشباب بين أمرين أحلاهما مر واختار الشباب العمل على الدراسة فضّلوا ريالات ستة شهور على مستقبل الطبيب والمهندس والمعلم ، ذُبحت الأحلام مع بداية العام الدراسي .

لهذا السبب فإننا نطالب هذه المنطمة وغيرها من المنظمات بوضع المعالجات لعودة الطلاب إلى مدارسهم في العام القادم ، ووضع الإغراءات المالية ومساعدتهم للعودة للمدرسة ، وإلا سيعيش هؤلاء الشباب عالة على أسرهم وعلى المجتمع ، وسيظل هؤلاء الشباب قنبلة موقوتة في أوساط المجتمع ، ربما تتحجج المنظمة أنها لم تسجل الطلاب ، ولكنني أطالب بعمل أحصائية لعدد الطلاب في كشوفات المنظمة وسترون ما يخيفكم ، فعلى الدولة معالجة أخطاء المنظمات التي صرحت لها بدون مراقبة ، فالأمر إذا تكرر سيكون كارثة على المجتمع ، قلت قولي هذا لغرض المعالجة ...