الخيار الذي وضعه عبدن امام بن غانم يلتقطه الجنوبيون

عادة ما تضع الشعوب ثقتها في القادة والمفكرين وصنّاع الرأي وهؤلاء عادة ما يكونون  في مواجهات منظمات المجتمع المدني ويسمون "جماعات الضغط" Dressier Groups" او الصحافة ويطلقون عليها " السلطة الرابعة" لقراءة الواقع ورصد المؤشرات وقراءة المستقبل الى جانب السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية وهذه هي  المجتمعات السوية وعندنا تسير الامور بعشوائية للشعوب وانما قبائل وهامش حضري  لا حول  له ولا قوة  ولا جماعات الضغط والصحافة بين مد وجزر واما السلطات الثلاث فحدث ولا حرج .

 

انتقل من المقدمة الى عمق الموضوع ومفاده ان كلاً من القامتين الشامختين الدكتور فرج بن غ انم والاستاذ عبدالله  سعيد عبدن قدم كل منهما خياراً للأخر ونذكر القراء الكرام بأن الدكتور فرج بن غانم وهو من مواليد حضرموت عام 1937 بدءاً من وزارة التخطيط في عدن ومروراً برئاسته للحكومة في 17/مايو/1997م وانتهاء بمنصبه مندوباً لليمن في مقر الامم المتحدة في جنيف (المتفرعة عن المقر الرئيسي في نيويورك)

 

الطرف الاخر ، المولود في 19/يوليو/1944م وتبوا عدة مناصب قيادية قضى معظمها في وزارة التخطيط والتعاون الدولي (اخرها نائباً للوزير)) حتى وفاته في 16/اغسطس/2015م والرجلان بن غانم وعبدن نموذجيان في التحصيل العلمي والمعرفة والخبرة والاداء المتميز وكسبا احترام وتعاون كل المنظمات الاقليمية الدولية بما تمتعا به من احترام النفس والاحترام الاخر والنزاهة والشفافية وما من مسؤول اقليمي او دولي الا وانحنى اجلالا للاثنين.

 

من المعروف ان اليمن بناء على ضغوط من المنظمات الدولية المعروفة بـ"المانحين " Donorsرسم النظام في صنعاء برنامجها للإصلاح الاداري والمالي عام 1995 في الحكومة التي ترأسها  المغفور له بأذن الله عبدالعزيز عبدالغني (المولود في تعز 4/يوليو/1939 والمتوفي في السعودية في 22/اغسطس/2011 عن 72عاماً) الا ان تقييم المانحين لتنفيذ البرنامج لم يكن مقنعاً ليس لضعف كفاءة عبدالغني وانما لقوة الفاسدين المتنفذين فأشترط المانحون  ان يرأس الحكومة د. فرج بن غانم برئاسة الحكومة وكان ذلك في 17/مايو/1997م وقرر بن غانم خوض المعركة الصعبة في مجتمع لم تعرف البشرية فساداً كفساده واستأنس كثيراً للتجهيز عبدالله عبدن، الخبير في شؤون التنمية  والشخصية المعتبرة في الداخل والخارج فعرض على صديقه وزميله فكرة الطلوع الى صنعاء ومشاركته  المسؤولية في وزارة التخطيط والفكرة لم ترق للأستاذ عبدن فوضع بن غانم  خيار العام الواحد .. جرب يا اخي العمل معي مدة عام واحد فوضع عبدن خياراً مقابلاً لأستاذه بن غانم ووعده : اعدك بانك لو انتهيت العام بأني سأطلع الى صنعاء لأتحمل المسؤولية فوافق بن غانم.

 

في 29/ابريل/1998(اي بعد عشر اشهر من تحمله مسؤولية رئاسة الحكومة) قدم د. فرج بن غانم استقالة لرئيس الجمهورية وبقدر ما كان مزاج بن غانم معكنناً الا ان خيار عبدن اضحكه كثيراً فأبلغ صديقه وتلميذه عبدن : كسبت الرهان يا عبدالله .. ثم اكمل العام وقدمت استقالتي . ضحك الاثنان على حكاية الخيارين..

مرت الحكاية مر الكرام على الجنوبيين ، لان حكاية الخيارين برز منهما ان بن غانم وعبدن قامتان وهامتان ونزيهان وخبيران  وان نظام  صنعاء فاسد ومتامر ويبعد كل من يضايقهم في عملهم الجهنمي فدسوا لهم السم ومن ضحاياهم محمد علي الربادي وعبدالله البردوني ويوسف الشحاري وفرج بن غانم وفيصل عثمان بن شملان  ناهيكم عن حوادث مدبرة كالتي حدثت لسعيد صالح سالم ويحيى عمر  المتوكل .

يحسب على الجنوبيين انهم لا يقرؤون ولا يستقرئون ولا يلتقطون المؤشرات ولا يفقهون المبشرات والمنذرات ويمشون بالبركة.

مقالات الكاتب