اهداف الثورة الستة التي اضاعها الحكام...!!

عند اندلاع ثورتي سبتمبر واكتوبر ضد الامامة في الشمال والاستعمار في الجنوب وضع الثوار اول هدف لثورتهم والذي ينص على التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل ، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات...!
فالشق الاول من الهدف تحقق بفضل الله ثم بصمود وتضحيات الثوار، ورحل الامام ورحل معه المستعمرالبريطاني ..وبعدها أعلن الثوار عن قيام الجمهوريتين الوليدتين(الجمهورية العربية اليمنية ) في الشمال و (جمهورية اليمن الجنوبية) في الجنوب...
وسعت هاتان الجمهوريتان لتنفيذ الشق الاخر من الهدف الاول بعد جلاء المستعمر والقضاء على الحكم الامامي والمتمثل في التحرر من مخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات...!
لكن الشعب في الشمال والجنوب لم يرى إلا الإبقاء على مخلفات الامامة والاستعمار ولم يلتمس اي حكم عادل منذ انتصار الثورتين ...
بل رأى وشاهد حكامنا يجسدون ويستبدلون حكم الامامة والاستعمار بحكم الاسرة والقبيلة الواحدة في الشمال وحكم التنظيم والحزب الواحد في الجنوب...!!

وبدل ان يسعى الحكام لإزالة الفوارق والامتيازات بين طبقات المجتمع اليمني عمد حكام الجمهوريتين لانتهاج سياسة التفرقة وخلق الامتيازات وكسب الولاءات الحزبية والقبلية الضيقة لضمان بقاؤهم في سدة الحكم..
واذا انتقلنا لنستعرض الهدف الثاني من اهداف الثورة ببناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكتسباتها ، ففعلاً حرصت هذه الانظمة الديكتاتورية التي يتساوى ظلمها وجبروتها بحكم المستعمر والامامة لبناء جيش (قوي) ليس لحماية الثورة بل للتنكيل بالشعب وتحريك دبابات وطائرات ومدافع ذلك الجيش ضد الشعب وانتهاك حرماته وتدمير ممتلكاته..!
ولتحمي بهذا الجيش الجرار عروشها ولتحافظ على مكتسباتها الخاصة وثرواتها التي اكتسبتها بطرق غير مشروعة من اموال وثروات الشعب والوطن...!
وعن الهدف الثالث الذي ينص على رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً فما الذي تحقق منه ..؟؟
فمستوى الشعب اليمني الاقتصادي وصل لدرجة الصفر وخلفت تلك الانظمة بفعل سياساتها الاقصائية جيشاً من الجياع والمشردين والمتسولين...
وعن المستوى الاجتماعي والسياسي والثقافي فحدث ولاحرج...!
وسأختم باستعراض الاهداف الثلاثة المتبقية من اهداف الثورة الستة دون التعليق عليها لاترك ذلك للمتابع الكريم ليقارنها مع الواقع الاليم والتعيس الذي نعيشه اليوم، وهاكم بقية الاهداف الثلاثة:
- إنشاء مجتمع (ديمقراطي) تعاوني عادل مستمداً انظمته من روح (الاسلام) الحنيف .
- العمل على تحقيق (الوحدة) الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.
- احترام مواثيق الامم المتحدة والمنظمات الدولية.......

وفيما يتعلق بالهدف السادس والاخير فأشهد بان حكامنا قد نفذوا وطبقوا ذلك الهدف بحذافيره....!!

فشكراً لحكامنا على حرصهم وتفانيهم في إهدار وتفتيت الاهداف الثورية الستة واستبدالها باهداف شخصية تصون وتحمي امبراطورياتهم(الجمهورية)...!!

مقالات الكاتب