من باب اليمن إلى باب المعاشيق...!!

 

كتب على ابناء الجنوب الشقاء والمرمطة منذ ان وقع العليان اتفاق الشراكة لحكم الشطرين وتقاسم المناصب والثروات في العام 1990م.

 

فعلى مدى اربع وعشرون عاماً وابناء الجنوب في حالة انتظار امام بوابة الامامة المسماة (باب اليمن) وذلك لمتابعة حقوقهم ومستحقاتهم التي ربطت مركزياً بذلك الباب...!

 

حتى شهادة الميلاد لمن يرغب باستخراجها لابد له من زيارة (الولي الامامي) باب اليمن لتقديم فروض الطاعة والولاء

،واستمر الحال هكذا واستمرت زيارات الجنوبيين لولي الامام حتى ابعد الدكتاتور عفاش وازيح عن كرسي الامامة وأستبدل بفخامة الرئيس عبدربه منصورهادي .

 

 وعند اجتياح مليشيات الانقلاب للعاصمة صنعاء والاستيلاء على مقاليد الامور هناك غادر الرئيس هادي باب اليمن ليستقر به الحال (بباب المعاشيق) ..

 

وتنفس الموظف والعسكري الجنوبي الصعداء لذلك التحول وانتقال الحكومة من صنعاء الى عدن لعل ذلك يسهل امور واجراءات المتابعة لقرب المسافة..

 وحدث مالم يكن في الحسبان ومالم يكن يتوقعه ذلك الموظف والجندي .

 

فبرغم قصر المسافة لاتمام اي معاملة اومستحقات إلا ان (باب المعاشيق) كان اكثر صرامةوتعقيداً لمعاملات البسطاء من الناس..!!

ونتيجة لانقطاع مرتبات العسكريين لعدة اشهر تظاهر المئات من العسكريين الجنوبيين امام باب المعاشيق حيث تقبع حكومة بن دغر للمطالبة بصرف مرتباتهم والتنديد بالفساد المستشري خلف ذلك الباب المسمى(المعاشيق) .

 

 ووجد العسكريون بان باب المعاشيق محكم الاغلاق ومقيداً بإجراءات مملة ومتعبة واكثر تعقيداً وظلماً من باب اليمن..!!

 

وتاه المواطن واهدرت حقوقه وتبددت احلامه وتبخرت في الهواء ، وانقضت سنوات عمره متنقلاً مابين باب اليمن وباب المعاشيق بعد ان كان مستبشراً بانه قد تخلص والى الابد من مركزية واستبداد باب اليمن ليجد نفسه امام باباً اشد قسوة وإذلالاً والتهاماً ونهباً للحقوق ...!!

 

انه (باب المعاشيق)

فمتى يتخلص شعبنا في المحافظات الجنوبية من تلك الابواب المؤصدة التي تذكرنا بعهد الامامة البائد وزمن التخلف والظلم والقهر...؟؟

 

 

مقالات الكاتب