اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
آخر حبة في الكرتون هي البضاعة التي بارت ، أي لم يتعرض لشرائها أحد ، لأنها خيبة باهتة الألوان ، فلقد مر عليها كل المشتريين والمتجولين فلم ينظروا إليها ، هي البضاعة التي يعرضها صاحب المحل كدعاية لمحلة ويسجل عليها تخفيضات هائلة ، ودعايات براقة تبهر الزبائن ، فيزورون المحل ويشترون البضاعة التي في المحل وتبقى آخر حبة مركونة في زاوية المحل لعله يأتي اليوم الذي تباع فيه ، ويبدو أن الزعيم الصالح قد عرض آخر حبة في كرتونه ، وهي حبة عرضها صالح في كل أرجاء البلاد ولم يبالِ بها أحد من المواطنين .
فبعد أن استنفد صالح كل بضاعته عرض هذه الحبة الأخيرة وهي بضاعة حيكت خيوطها في كهوف مران ويمثلها عبدالملك الحوثي هذا الفتى الغر الذي لا يفقه من أمور السياسة إلا شعاره الذي تعرفونه كلكم أجمعون ، وقد فقه صالح أهمية هذه الحبة الأخيرة ، فأراد أن يكسب بها الشارع في الشمال ، لأن غالبيته يدينون بالزيدية وخير من يمثلهم هذا الصبي فقدمه لهم كمنقذ لهم من هادي ودواعشه كما صور لهم صالح ، فصالح رجل داهية وشيطان كبير يلعب على ورقة الدين ودائماً كان ينجح ، لأنه يعلم علم اليقين أن اللعب على هذه الورقة فيها انتصاره المحقق والأكيد ، وقد جربها في 94 ونجحت نجاحاً لم يتصوره صالح نفسه ، ولكنه هذه المرة خاب وخسر ، لأنه لعب على آخر حبة في كرتونه التي فتشها الكل وعرفوا عيوبها فلم يبتاعها أحد ، لأن هذا الشعب قد انفق مليارات من لقمة عيشة في حروب صعدة ، فكيف بالله عليكم سيقبل بالحوثي ومليشياته ؟
لقد تنكست خطط صالح ، لأنه تسرع في عرض آخر حبة في كرتونه ، وما عليه اليوم إلا الإذعان لصوت العقل وأن ينجو بنفسه ويترك الشمال لأبنائه ، والجنوب لرجاله ، وستبنى دولة هنا وهناك ولكن بشرط من غير صالح ومن غير آخر حبة التي في كرتونه التي عرضها علينا ، ومن غير الألوان الحمراء ، قلت قولي هذا لنبتعد عن كرتون صالح وآخر حبة فيه .