لنتحرر من عبودية الذات والقات حتى تعود الحكمة فينا

يميل الانسان بطبعه نحو العبودية. فاتجه لعبادة الظواهر الطبيعية والاجرام والاجسام والاحجام مابين الحجارة والطين والروح الشريرة والجن ونزل مستواه في بعض الاماكن السكانية الى عبادة الثعبان والقرد والفأر. ولكن الشيء الوحيد الذي عبده معظم البشر قديما وحديثا ولازال الكثير يمار س هذا النوع من العبادة. هي عبادة الذات الانا الرغبة الذاتية وهي نوع من انواع العبادات المستشرية في كل ارجاء الارض ويستوي فيها الموحدون والملحدون وعبادة شهوة الذات الانا. مرتبطة بالنفس البشرية ،  والشخص المتحرر من هذا من العبادات يعيش حالة صراع مريرة بين دوافع الخير ونوازع الشر الداخلية . فتجده يكابد.

 

ويعاني من الاختيار الصعب بين الاستجابة لدوافع الخير او يتماشى مع نوازع الشر الداخلية وقد جاء في الاحاديث الشريفة  ان الطريق الموصل الى الجنة محاط بالمكاره والابتلاءات ليظهر حقيقة الصبر والصدق عند الانسان المؤمن. وان الطريق الى النار محاطة بالشهوات والملذات وسهلة المنال ومزين ومزخرف ومبهرج ولذيذ المشي فيها.لكن خلفها الندامة والثبور..   ونوازع النفس قاسية على معارضها تملئ قلبه وجوارحه بالحرقة والفقد والحرمان واللوعة التي لايمكن كبح جماحها الا بالتعويض عما ترك الاستجابة للنداءات الشهوانية الداخلية من اجلها وهي. استجابة الطاعة المرشدة والموجهة بالنصوص والاحكام التي آمن بها الانسان عن محض ارادته غير ذلك فالإنسان مغمور من رأسه حتى اخمس اصابعه في وحل العبودية الذاتية للانا والاستجابة لنداءاتها الفورية دون مباطئه وتردد .  كون السيطرة والهيمنة الذاتية والاستيلاء الكامل لنوازع الشر على الحس والعقل والاشارات الخارجية قوية التردد خاصة عند انعدام الرغبة في مواجهة تلك الاشارات والتصدي لها والقبول بالحرمان.   فيصير الانسان عبدا من عبيد الذات.

 

ومن وجهت نظري التي سيختلف معي فيها الكثير. . ارى ان اله القات المعبود في اليمن شماله وجنوبه. يعد اله الهيمنة والاستحواذ الذي يقدم له الغالبية العظمى من اليمنيين طقوس العبادة والطاعة والولاء حيث لايقوى احد من متعاطيه على مخالفة اوامره ونواهيه. فقد يلجأ المسلم العاقل البالغ الراشد ابن هذا المؤمن او ذاك الى ارتكاب ماحرم الله الواحد الاحد الفرد الصمد من المعاصي لتوفير احتياجات ممارسة طقوس القات التعبدية والتي تعد من الفروض الواجبة عندهم ،  مايظهر وقوع اولئك بمحض ارادتهم في عبادة الشرك الخفي. وهو ان تجعل الطاعة لنوازع الذات والشهوات المخالفة مقدمة على دوافع الخير اللازمة. ، فانفقت الاموال الطائلة على مستوى الدولة والشعب في طقوس القات التعبدية الواجبة فحل الفقر محل الغنى وحل المحق محل البركة. والمرض محل الصحة والجذب محل الخصب. وحل الشر محل الخير.  لان اله القات في اليمن ليس برازق ولا ناصر ولا فاتح ولا واهب ولا معطي. ولايمنح البركة والصحة والعافية ولا ن الكثير من اليمنيين توجهوا اليه بطقوس العبادة القاتية. ، افقدهم الرشاد فزرعوه بدل الغذاء وهم جوعى وسقوه بماء الشرب وهم ظمأى واشتروه بزهيد اموالهم وهم فقراء.

 

يطلبون مساعدة جيرانهم ويتسولون من هذا وذاك ويلجؤون الى غير الله الواحد الاحد الذي اطعمهم من جوع وأمنهم من خوف. وهم يتوددون لغيره ويعبدون ما يضرهم ولا ينفعهم منعهم البركة والصحة وافقدهم الحكمة وجعلهم يستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير فزرعوا القات الههم المعظم فانتشرت الوانه واشكاله في اراضيهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا حتى اذا جاءه لم يجده فلا يؤكل ولايطعم صبي ولا بهيمة ولا يسد رمق ولايشبع عابر سبيل وهو اخضر يسر الناضرين تحسبه جنات ونعيم.

 

  هل هذا من فعل المؤمنين المهتدين..  اليس فيكم رجل رشيد?  ام انكم. لاتفقهون امام القات حديثا صم بكم عمي. يصدق في اهل اليمن قول المولى عز وجل. عن بني اسرائيل. عندما طلبوا ان يرزقهم الله بدل المن والسلوى ان تزرع ارضهم بالبصل والثوم والعدس والقثاء....  فاستنكر ذلك عليهم .. اتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير.    .. اهبطوا مصر.. ... اي بقعة وازرعوا فيها ماتريدون من رغباتكم فستنبت الارض لكم ما تزرعونه.  . فاتجهوا الى الارض وزرعوا فيها البصل والثوم و غيره. 

 

وهذا حال اهل اليمن الذين منحهم الله الخصب في ارضهم والمهارة في جهدهم والحكمة في ارائهم فاستغنوا عن ذلك واجتهدوا بزراعة القات وهم صاغرون. وتحولت الجنتان عن يمين وشمال في كل من ارض الجنوب وارض الشمال الى حياض غناء ومدرجات تبهر الناظرين بجمالها البديع ارض خضراء متدرجة الالوان لكنها سراب. لاتسمن ولا تغني من جوع. انها معابد القات التي يتم زراعتها في اليمن والتي انتشرت كعدد المساجد فيها او يزيد. ،  ان العبودية للقات في اليمن بحاجة الى دعاة مجددين على طريق التوحيد وهو ان تعبد الله لا تشرك به شيئا ولو كان القات الذي تركت الصدقة من اجله والصلاة يعبث بها بين تقديم وتاخير وترك من اجله ومساجد ومصاحف هجرت من اجله واموال تبدد ويعبث بها من اجله ،  جوع وفقر ومرض بسببه ومن اجله تدهور وانهيار شامل للقيم والاخلاق والضمير والحق والصدق بسببه ومن اجله اليس هو اله يعبد حتى لايعصى ويذكر في كل حال وغيره من الاهل والعيال دائما ينسى. فلابد من التحرر من عبودية القات وهيمنته على اليمن واهلها انه الشرك الاغرب في العالم والقوم لايكادون يفقهون حديثا .

 

استغفر الله العظيم .. ايها السادة ما اقصده بمقالي شرك التشبيه والتمثيل وليس شرك التوحيد فكل اليمن من اهل التوحيد  تؤمن بالله وحده لاشريك له...  لكنهم لم يحسنوا الاختيار كعادتهم 

مقالات الكاتب