لقد اوشك الجنوب ان يستقل لولاكم

دولة الجنوب العربي او جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. او اليمن الجنوبي مهما تعددت المسميات وتنوعت في مراحلها المختلفة الا انها كانت توحي بوجود دولة كاملة ومكتملة الاركان القانونية والشرعية المحلية والاقليمية والدولية ولا ينكر طرفا ما في العالم هذه الحقيقة فقد شهدت الاروقة الدولية والمشاركات العربية والاسلامية. السياسية. والاقتصادية والثقافية والرياضية.

 

بحصة اليمن الجنوبي ومقعد اليمن الجنوبي ورؤية اليمن الجنوبي وقيادات اليمن الجنوبي واعضاء وفد اليمن الجنوبي.  كحق مكتسب شرعا وقانونا  والتنازل عن هذا الحق لايجوز البتة ولايحق لاي كان ان يلغي الحق الشخصي للمواطن الجنوبي بالعودة الى المسمى الذي يحمله كارث تاريخي مسجل في كل وثائق المجتمع الدولي يحق للشعب الجنوبي استرجاعه متى شاء اذا كانت هناك دوافع ذاتية وموضوعية تدفعه نحو المطالبة بها علنا ووفق الاطر والعهود الدينية والمواثيق الدولية المتعارف عليها ولقد خرجت الجماهير في الجنوب لتعبر عن رغبتها وتهتف بالوحدة والاندماج مع اخوة اشقاء ذابت الجماهير طربا في تحقيقها وتنفيذ الهدف الثالث من اهداف النضال الجنوبي . ولم يكن شعب الجنوب يعلم بحقيقة المستقبل القادم. والظلم والقهر والاستبداد الذي سيلحق بالارض.

 

 والانسان الجنوبي وبالفعل ماهي الا اشهر حتى خرج الفك المفترس الشمالي ينهش في لحم الجنوب ويمزقه اشلاء امام العالم يسفك دم ابنائه وينتهك كرامتهم الانسانية في اعظم جريمة انسانية بحق شعب تم الغاء اسمه ووصفه وكيانه ولولا. فداحة الامر وخطورته عليهم لاقدمت القوى الشمالية دون تردد على سحق وابادة شعب الجنوب عن بكرة ابيه ومحو اثره من الخارطة الانسانية .

 

فلم يكن من بد غير انتفاضة المارد الجنوبي الذي خرج يلملم اشلاءه ويجمع اوصاله الممزقة هنا وهناك ويستقيم مرة اخرى ليخرج في وجه طغاة الشمال رافضا الاستمرار في المهزلة العصرية والاكذوبة التاريخية المسماة بالوحدة اليمنية فضجت شوارع المدن والقرى بالهتافات التي اقضت مضاجع الطغاة المستكبرين واقلقت منامهم وهم ينظرون للمد الجنوبي الزاحف نحو فك الارتباط فما كان منهم سوى ممارسة نهجهم العدائي وبطشهم المعهود تجاه الجنوب وابنائه فشنوا حربا ظالمة مزقت بقايا الحبال المرتبطة بالوحدة وعجلت بفك الارتباط بين الدولتين اليمن الشمالي الغازي المعتدي واليمن الجنوبي المعتدى عليه.

 

  وتلهفت الفصائل الجنوبية شوقا لعودة الحلم المنشود بعد ان تحقق لها النصر وفكت الارتباط العسكري والامني وطهرت ارض الجنوب من قوى الشر الغازية بكل تشكيلاتها العسكرية والامنية وافرغت المكاتب الادارية من العناصر المرتبطة جذورها بالغزاة وحل محلها لاول مرة بعد ٢٥ سنة كادر جنوبي كحق انساني تم الاساءة اليه وانتهاكه طوال فترة الهيمنة والاستبداد الشمالي واوشك الجنوب في سابقة تاريخية على تحقيق هدفه بالتحرير الذي تم على ان يتبعه الاستقلال الناجز والذي تعثر بسببكم انتم القوى السياسية الجنوبية المرتبطة بحبل الوريد الشمالي اشخاص وكيانات وقيادات واحزاب وقفت عائقا.

 

امام حلم الجنوب بالعودة الى مقعده كأغرب حدث في سير المراحل النضالية للشعوب فلم يشهد العالم قط شعبا خاض حربا للتحرير والاستقلال وطرد المحتل ثم لا يستلم دولته كاملة السيادة فيبقي على الحبل ملتفا حول عنقه ليختنق فيه مباشرة بعد النصر المظفر بطرد الغزاة ليعود مرة اخرى مكبلا بقيود المشاريع الغامضة يستجدي حلولا من هذا الفصيل او ذاك امام خصم وعدو متلون لاينصاع لعقل ولا لضمير ولايلتزم بعهود ولا مواثيق يضمر الشر لنفسه واهله وجيرانه. يتوسلونه وهو يرفض مسخرا ارادة المجتمع الاقليمي والدولي في متابعة خطواته المتناقضة متلاعبا بالالفاظ والعبارات باسلوب مدروس وممنهج ينفذ مشروعا جر اليمن بكاملها نحوه ولا يريد اصحابنا ان يفتكوا منه ويسلموا من شره الازلي الذي لن يتوقف عند هذا الحد مشكلا عامل خطر على الشعب ودول الجوار.

 

فلقد كنا قريبين من فك الارتباط لولا هؤلاء التائهين الذين دخلوا جحر الضب وعنق الزجاجة وعجزوا عن رؤية بصيص الضوء المنبعث من فوهة النفق المظلم مجرجرين خلفهم شعب الجنوب في غياهب الجب محملين انفسهم مالا طاقة لهم به من المسئولية الاخلاقية امام الاجيال القادمة كعائق امام تحقيق الهدف المنشود باستعادة الدولة الممكن الحصول عليها وهي حق شرعي وقانوني بدلا من الجري خلف المجهول مع سراب ووهم لايرى له اثر. 

 

ولن ينتهي الامر اليه مع قوى متذبذبه لاعهد لها ولا ميثاق  فليس علينا سوى الارتباط الجنوبي الكامل نحو مشروع جنوبي خالص صريح وشجاع ينخرط فيه كل الجنوب بتشكيلاته المتنوعة.  وفك الارتباط الشمالي عن كل التشكيلات الشمالية المتنوعة والحفاظ على وشائج الاخوة الانسانية والعربية والاسلامية وحسن الجوار وتحقيق تبادل المصالح المشتركة القائمة على الندية والتكافؤ وحرية الاختيار. مع حفظ السلام وحقن الدماء.

مقالات الكاتب