أصحاب المشاريع الكبيرة تضمحل

يبدو أن الحراك الجنوبي(الثورة الجنوبية) وبرغم كلما علق بهِ مِـن أدرانٍ مزمنة هو الأكثر واقعية واقناعاً بطرحه وبمطالبه السياسية, بل ويبدو انه الأكثر وحدوية من غيره ممن دأبوا على وصمه بالحراك الانفصالي الذي يتبنى مشاريع صغيرة مقارنة مع مشاريعهم الكبيرة جدا...فهو أي الحراك الجنوبي وأن بدأ أنه يسعى لإعادة اليمن الى ما قبل 27 عاما لاستعادة دولته, فهناك اليوم من الوحدويين من يريد أن يعيد اليمن الى ما قبل 27قرنا لاستعادة سلطته(مفارقة مدهشة أليس كذلك؟). مع ان الحراك بالجنوبي(الثورة الجنوبية) لم يتبن مشروع استعادة وضع ما قبل 90م إلا اضطرارا بعد أن أوصدت بوجهه كل الابواب, وبعد أن حكم الطرف الآخر على الوحدة بالإعدام أكثر من مرة وبأكثر من وسيلة.

 

 فالمشاريع الكبيرة ,ومشاريع وحدة الأمة الإسلامية- المزعوميَــن- بدأت مؤخرا تتلاشى من رؤوس اصحابها بمجرد أن فقدوا كراسي الحكم,أو قنطوا من العودة اليه.فأصحاب المشاريع الكبيرة أن كان الأمر بيدهم فلن يترددوا في تقسيم اليمن الى هضبة وسهل وساحل بعد أن استحدثوا لهم مؤخرا مثل هكذا مفردات. كما وأصحاب مشروع وحدة الأمة الاسلامية المزعوم لن يتورعوا ببيع مشروعهم بسوق نخاسة الطائفية باسم محاربة المجوس, والعودة باليمن الى زمن الدويلات اليمنية القديمة. وبالأمة الاسلامية الى زمن حروب الردة, بل والى أيام العرب بالجاهلية , وزمن صراع دولتي الروم والفرس أن كان ذلك هو شرط مَــن سيعيدهم ثانية الى سدة الحكم بصنعاء ومستعدون أن يركلوا  هذا التعيس ابن التعاسة المسمى وطن بمؤخرته الى هاوية الفتنة الطائفية السحيقة أن اقتضت الحاجة لذلك. 

 

 حتى اصحاب مشروع الأقلمة الطارئين حديثاً والمستندين في مشروعهم على مخرجات (مؤتمر حوار موفنبيك لتقسيم المياه الجوفية لسقي صنعاء المعتمدة على ماء الجنوب !!) الذي تم استبعاد الجنوب كليا من اجندته وجلساته, مستعدون هم أيضا للتخلي عن هذا المشروع بجرة قلم والعودة باليمن شمالا وجنوبا الى العصر الطباشيري أن كان ذلك سيطيل من عمرهم فوق كرسي الحكم وسيلبي رغبة الكبار, الكبار الذين بيدهم مقاليد التمكين والعزل. يتبدأ لنا هذا النهج شيئا فشيئا.تابعوا تصريحاتهم اليوم لتجدوا ذلك جليا.

 

الم أقل لكم أن الحراك الجنوبي وبرغم سعيه الاضطراري الى استعادة وضع ما قبل 90م يبقى هو الأكثر واقعية ومنطقية بالطرح ,خصوصا حين يتم مقارنته بأطراف ظلت تزايد عليه باسم الوطن والقومية, وباسم الوطن والدين, وتردد على مسامع العالم ليل نهار الآية الكريمة: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) وهي بالأساس مستعدة أن تمزق الممزق وتقسّم المقسم الى فسيفساء صغيرة أن وافق ذلك هواها السياسي والحزبي.!

مقالات الكاتب