توكل كرمان وجائزة نوبل للسلام !!!

جائزة نوبل للسلام لا تُمنح إلا بعد تدقيق وتمحيص ودراسة وبعد ذلك يتم اختيار الشخصية المناسبة لنيل الجائزة ، وتوكل كرمان فازت بهذه الجائزة ، لأنها خرجت ضد حكم صالح فقادت العديد من المظاهرات المطالبة برحيل صالح ، فتكريمها يعتبر تكريماً لكل من خرج وثار على نظام صالح ، طبعاً التكريم ونيل الجائزة لم يأت من غير تنسيق من قبل جهات داعمة لتفوز الأستاذة توكل كرمان بهذه الجائزة ، فازت توكل كرمان ولكن هناك نقطة يجب التنبيه عليها إذا كان سبب تكريم الأستاذة توكل كرمان هو الثورة ضد نظام صالح والمطالبة بخلعه فتعالوا نتناقش من الأحق بها والأجدر لنيلها ، لو توافرت المصداقية والإمكانيات والجهات الداعمة ، الأحق بها هما شخصيتان لا ثالث لهما ، الشخصية الأولى هي شخصية الأستاذ المناضل حسن باعوم هذا المناضل الذي قاد حراكاً لنيل دولة لا لثورة ضد شخص ونظام ، فلقد تعرض الأستاذ حسن باعوم للسجن وتعددت أماكن سجنه ، ولم تثنه التهديدات حتى لُقب بمنديلا الجنوب ، فكيف فات هذا على العاملين على هذه الجائزة ؟ سأقول لكم كيف فات هذا على المنظمين ، فهناك أسباب منها : إن هذا الرجل لا يملك الأموال ولا الجهات الداعمة ولا الحزب الذي يملك الجمعيات وله أذرعه في الداخل والخارج ، ولأن هذا الرجل لم يتماشَ وفق هوى المنظمين ، لا أطيل عليكم مع الأستاذ حسن باعوم فيكفيه شعبه الذي يخرح معه متى ما طلب منه ذلك فهذا هو تكريمه ، ولنعرج على الشخصية الثانية التي كانت جديرة بهذا التكريم ألا وهو الأستاذ أحمد المرقشي الذي يقبع خلف سجون الظلمة لجرمٍ ارتكبه غيره ، المرقشي كان جديراً بنوبل السلام ، ولكنه كصاحبه لا يملك ما يملكه الآخرون ، فكان تكريمه ثباته في سجنه ، فالسجن أحب إليه مما يدعونه إليه من التملق والتملص عن المبادئ ، فالمرقشي أحد رموز الحراك الذي وقف حجر عثرة في طريق صالح ، فجازاه السجن لعله يؤوب ولعله يعود ويترك المطالبة بدولته ، ولكنه من سجنه زاد نضالاً وثباتاً ومطالبةً بدولته المسلوبة .

فازت كرمان بجائزة نوبل للسلام ، ولكنها لم تقدّر هذه الجائزة فشعب الجنوب يطالب سلمياً بدولته ويخرج في مليونيات للمطالبة بدولته ، وهي تتأمل جائزة نوبل وتفرك عيونها هل ما تراه حقيقة ، وإذا كان ماتراه حقيقة فلسان حالها فليذهب الجنوب إلى الجحيم ولتبق جائزة نوبل ، لم تكلف الأستاذة توكل كرمان نفسها للمطالبة باستفتاء لشعب الجنوب لعلها تحلل هذه الجائزة التي جاءت ثمرة العديد من المظاهرات ضد نظام صالح ، ومن هنا لا نستطيع إلا أن نقول : شكراً باعوم والحرية للمرقشي ولتذهب جائزة نوبل للجحيم ، ودمتم ودام الجنوب بخير .

مقالات الكاتب