اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
كما عدن عبارة نسمعها من الباعة في الأسواق ، عدن المدينة القرية ، أو القرية المدينة ، أو تستطيع أن تقول عنها اليوم بالبدوي حبابة المدن ، أي جدة المدن ، فهي تبدو هذه الأيام كعجوز خط الإهمال على ثغرها علاماته ، كل شيء كان في عدن جميلاً ، ولكنها اليوم بالعكس من ذلك فكل شيء فيها لا ينم عن تطور ولا يبشر بخير ، فكلما قلنا ستتحسن الأوضاع فيها ازدادت سوءاً ، ففي عدن كلما سار مؤذي قال مؤذي سلام ، فبعد أن حل بها من لا يستحق العيش فيها من زنابيل ما بعد الوحدة ، تقدم العمر بعدن فبدت عدن كالعجوز التي لا تبرأ من الأمراض ، شوهوا عدن وتاريخ عدن ونظافة عدن ونظام عدن ، وحياة عدن ، رُفعت فيها الأسلحة ، وانتشرت فيها العشوائيات ، وتكاثرت فيها القطط البشرية ، كانت في يوم من الأيام عاصمة الجنوب ، فكانت من أجمل المدن ، ثم صارت نائبة للعاصمة بعد الوحدة فتثاقلت حركتها في مختلف الجوانب ، وبعد الانقلاب عادت كما كانت بالأمس عاصمة ولكنها هذه المرة عاصمة لليمن الموحد ، فمات الجنين في بطنها ، مات حلم الجنوبيين في استعادة النظام في عدن ، فكل ما فيها مستورد ، سكنتها الفوضى ، وحل بها الجهل ، غابت الخدمات عن عدن لا كهرباء ولا ماء ولا أمن ولا نظام ، ولا حكومة ولا رئيس ، كما عدن .. كما عدن هذه حال المحافظات الجنوبية ، فلقد سادت الفوضى والعشوائيات ، وانعدام الخدمات ، فمن بنيت في ملكه مصلحة حكومية قال وظيفة وإلا ممنوع الدخول ، ومن ضاعت نعجته قال هاتوها وإلا سأقطع الكهرباء والماء ، كما عدن .. كما عدن هذا حالنا في كل محافظات الجنوب ، قد لا يتصور القارئ أن عدن في ظل هذا الصيف تعيش أغلب أوقاتها بدون كهرباء فأنا في عدن أكتب كلمة وأمسح العرق بعد كل كلمة أكتبها ، ضاعت عدن وانتهت عدن ، إذا انطفأت الكهرباء في أية محافظة من المحافظات ، قالوا كما عدن ، بالرغم أن الوضع في مختلف المحافظات أفضل حالاً من الوضع في عدن ، كل شيء في عدن يدعو للاستغراب فكل مافيها قبيح حتى سيارات مسؤوليها قبيحة ، عدن تلك المدينة الساحرة غمرتها رياح الوحدة وجرفها الإهمال ، كنا عندما نرى شيئاً جميلاً نقول : كما عدن ، وإذا شرعت في شيء جميل قالوا : وكأنك في عدن ، أما اليوم فعدن تشكو وتئن ، فأين الفارس الذي سيأتي لإنقاذها ...