ثورة الصيف القادمة من عدن !!

بالأمس كانت ثورة الربيع العربي التي أتت على أصنام العرب فلقد جاءت ثورة الربيع العربي والخدمات موجودة فالكهرباء كانت شغالة أربع وعشرين ساعة ، والماء موجود والنت كذلك موجود ، والطريق موجود ، والأمن موجود ، جاءت ثورة الربيع العربي في اليمن فاقتلعت الزعيم ومعه أخذت كل الخدمات الأساسية ، ومازال الزعيم الصالح منحني للعاصفة لعلها تهدأ ويعود للسلطة فهذا هدفه فبدونها لا يستطيع العيش ، ما علينا نحن في الجنوب من صالح فليعد الصالح أو غيره فنحن في الجنوب نريد دولة ، لأننا لا نستطيع العيش إلا في ظل دولة ، دولة يسودها النظام والقانون ، ويبدو أن الدولة قادمة من بطن ثورة الصيف القادم من أحشاء عدن ، فقد أخذ الحر ينظم الصفوف في عدن للإطاحة بالشرعية وإعادة دولة الجنوب المسلوبة ، فلقد قتل الحر أبناء عدن كما قتلهم صالح ، نكل الحر بأبناء عدن كما نكل بهم صالح ، فعدوهم اليوم ليس صالح وحاشيته ، بل عدوهم اليوم هو الحر وحاشيته .

 

لقد بدأت عدن تتأهب لثورة الصيف الجنوبي ، فشبابها ينامون على الدكك ويفترشون الطرقات لعل نسمة هواء عليلة تنسيهم حر الصيف البارد كما قال بن دغر ، لأن بن دغر لم يذق حرارة صيف عدن ، لأنه لا يعيش إلا في سيارته المكيفة وقصره المنيف المكيف في معاشيق ، فكل شيء عند بن دغر مكيف حتى جيبه أضحى مكيفاً ، لهذا تراه مبتسماً دائماً ، فثورة الصيف قادمة من عدن ، فالنساء يصارعن حرارة الصيف ، والأطفال سلخ جلودهم الحر الشديد ، ألا يتقي الله رئيس الجمهورية ، وحكومته الموقرة في هذا الشعب المنكوب ، ألا تستطيع حكومة كل علاقاتها بالخليج المترف أن توفر كهرباء لعدن التي يلتهمها الحر ، لا يريد أبناء عدن إلا الكهرباء والماء والأمن ، فسيصبرون على الجوع وسيأكلون الرغيف وسيرتشفون عليه رشفة ماء ، ولكنهم لن يصبروا على الحر وانقطاع الماء ، فإذا لم يتدارك المسؤولون الأمر فليبشروا بثورة الصيف البارد على قول رئيس الحكومة ، ونبشر الشرعية إن ثورة الصيف قادمة فليتداركوا الأمر وإلا الباقي نقط نقط نقط ...........ا

مقالات الكاتب