سقوط عدن الثاني ..!

في العام 94 قاد الجنوبيون حرباً ضد إخوانهم في الجنوب ، وقاد المعركة وزير الدفاع حينها هادي ، وسيطر صالح على عدن والجنوب عامة ونال هادي بهذا النصر لقب نائب رئيس جمهورية ، واستمر في هذا المنصب حتى جاءت فرصة الأيادي الأمينة ، فتسلم هادي السلطة من رئيسه الزعيم الصالح ، وحمل هادي لقب رئيس توافقي لمدة عامين عمل خلالها الرجل على خلط الأوراق ، ففي نظر صالح فإن هادي قد خان الأمانة ، وفي نظر عيال الأحمر ومحسن اعتبروه الفترة الذهبية لهم للعودة لحكم اليمن ، ونظر الجنوبيون لهادي على أنه المنقذ لهم ، وقالوا : لعله جاء ليكفر عن حرب صيف 94 ، مرت السنتان وحوصر هادي وهرب الشيوخ والجنرالات أصحاب القصور الفخمة ، وسيطر الملكيون الحوثيون على صنعاء ، بمباركة صالح ، وتحالفه معهم ، وخرج هادي من صنعاء نحو عدن ، وتمدد صالح والحوثيون نحو الجنوب ، وغادر هادي عبر الصحراء متمثلاً رحلة امرئ القيس في البحث عن ملكه ، لبت المملكة طلبه وشاركتها الإمارات وبعض الدول وبهذا الدعم تحررت المحافظات الجنوبية ، ولم يتحرر هادي من محسن وجهال الشيخ الأحمر ، تحصن هادي بإخوانه من أبناء الجنوب ، واعتمد في الأيام السوداء الحالكات على انصار الحراك المخلصين فهيأوا عدن وحضرموت وكل محافظات الجنوب ، واستعدت الجنوب للاستقلال ، وظل محسن والأحمريون حجر عثرة في طريق الجنوب ، وشرعوا في تفكيك التحصينات التي بناها هادي لاستقلال الجنوب ، وكل شيء مرسوم فلا نبالغ إن قلنا إن بن دغر كان صادقاً عندما قال انتظروا صيفاً بارداً في عدن فكل شيء مرتب له .

فقد اشترط الأحمر حميد بعودة الكهرباء لعدن وغيرها من المحافظات على أن يكون له دور في اختيار المحافظين فمسلسل تغيير الزبيدي أخرجته قوى شمالية خالصة ، فلتبشر عدن بعودة الكهرباء والماء والخدمات مقابل سيطرة القوى السابقة على عدن وتأسيس أمبراطوريتهم التي فقدوها بعد تحرير الجنوب من الحوثي وصالح ، وستسقط عدن وسيسطر عليها الأحمريون ، والقائد لحملة سقوطها هو نفس القائد لسقوطها في حرب 94 الرئيس هادي وهذه المرة من غير أن يشعر ، وبعد السيطرة عليها سيتخلص الأحمريون من هادي وشرعيته ، ولن تطبق مخرجات الحوار وسيقع الجنوب في نفس الحفرة التي أوقعنا فيها البيض ، وسيهمش الجنوبيون والسبب هادي وتخاذل الكثير من الجنوبيين ، فاحتفظوا بكلامي هذا لترونه يطبق بالحرف ، ولقد كان تغيير الزبيدي مدروساً ومخططاً له بدهاء ، فإن لم يتدارك الجنوبيون أنفسهم فعلى الجنوب السلام ، فتغيير قادة الجنوب بداية سقوط الجنوب الثاني ...

مقالات الكاتب