فرحتي التي لم تكتمل في الحديث عن ((تجربتي مع الصحافة))

الأربعاء، 26/ابريل/2017م كان يوم فرحة خاصة بالنسبة لي لتواصل كلية الإعلام بجامعة عدن ممثلة بالدكتور محمد علي ناصر في يوم سابق على الفعالية التي سيتحدث فيها زملاء مخضرمون عن تجربتهم مع الصحافة ..

أتت الرياح بما لا تشتهي السفن، ذلك أنني خلال الأيام الثلاثة السابقة على الأربعاء انشغلت بظرف عائلي قهري إضافة إلى أن الأستاذ أبو بكر سالم باعبيد، القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بعدن طلب مني مساء الثلاثاء أن أجهز ورقة ستقدم إلى حلقة نقاشية ستنظمها جامعة عدن  بداية الأسبوع القادم، إلا أنني وعدت الدكتور محمد علي ناصر بأنني سأبذل قصار جهدي للتوفيق بين التزامين وفشلت محاولتي للتواصل معه صباح الأربعاء، إلا أنني قطعت عهداً على نفسي بأن ألبي دعوة زملائي الكبار في الكلية وزملائي الشباب من الطلاب في الكلية.

تجربتي مع الصحافة بدأت في سني دراستي الثانوية عندما كنت قارئاً شغوفاً ومحباً وعاشقاً لأسرة  تحرير "أخبار اليوم" القاهرية.. كنت معجباً إلى درجة العشق بالراحلين الكبيرين مصطفى وعلي أمين، وكنت محباً ومعجباً بزملائهما في مجلس إدارة المؤسسة التي أصدرت الصحف والمجلات التالية: أخبار اليوم الأسبوعية، الأخبار اليومية، مجلة الجيل وأخريات، ومن فرسان أخبار اليوم: أحمد بهاء الدين/ محمد التابعي/ أحمد الصادي محمد/ محمد زكي عبدالقادر وآخرين.

وفي العام 1965 تلقيت دعوة من بعض أخوة أعزاء للمشاركة في عمل صفحة الأدب في صحيفة "العامل" الأسبوعية التي كانت تصدر من مؤتمر عدن للنقابات ATUC  فانتظمت في الكتابة وكنت أسلم مواضيعي لشخص يعمل في مكتب الصحيفة، وكان من سكان حي القاهرة بالشيخ عثمان وكنت معجباً بأوربية هذا الرجل، وإذا مررت عليه في ساعات العصرية ستجده في حديقة بيته وهو يرش الأزهار والورود والشجيرات ويهذبها ولا يتكرر هذا المشهد إلا إذا مررت على بيوت الانجليز في خور مكسر أو منطقة الفتح بالتواهي.

في رحاب "الأيام" والفارسين هشام وتمام با شراحيل :

تصدرت عدن كل مناطق الجزيرة والخليج العربيين في مجالات عديدة منها الإدارة والتجارة والنظافة والصحافة والسياحة، وكانت الصحف والمجلات بأنواعها في حدود (45) صحيفة ومجلة، ومع نيل الجنوب استقلاله في 30/نوفمبر/1967م توارت كل الصحف والمجلات وحل محلها صحف ومجلات الدولة وعادت "الأيام" إلى ساحة الصحافة بعد قيام دولة الوحدة وظهر اسم الناشرين هشام وتمام باشراحيل ..

تجللت عدن بالسواد يوم الأربعاء 12/أغسطس/1998م بوفاة الراحل الكبير عبدالقوي مكاوي ووري جثمانه الطاهر ثرى قاهرة المعز وكسرت جدار الصمت العازل للخبر فأرسلت صرختي عبر "الأيام" في عددها (488) وكان عنوان الصرخة (يا قوم هذا هو عبد القوي مكاوي) وأوردت سيرة الرجل من الولادة حتى الوفاة ووثقت كل المحطات في مشوار حياته..

نال الموضوع إعجاب الكثيرين من القراء وحفزني ذلك على الكتابة في "الأيام" وحفزني الزميل هشام باشراحيل للكتابة في صحيفته وخصني يومياً بالقات والمواصلات باستخدام باص الصحيفة ومكافأة شهرية معقولة وحظيت برعاية شقيقه تمام وعناية أولاد هشام: باشا وهاني ومحمد بل وبعناية أسرتي هشام وتمام..

نشطت كثيراً في "الأيام" حينا باسم "المحرر الاقتصادي" وحينا آخر في حلقات "رجال في ذاكرة التاريخ" إلى جانب المقالات لتعزيز مكانة الصحيفة الواسعة الانتشار كسلطة رابعة ومتوجة بلقب "صاحبة الجلالة".

كما نشطت مع الراحل الكبير عبداللطيف كتبي عمر في صحيفته "الحق" (الأسبوعية) وكتبت في الزميلة "الأولى" ورئيس تحريرها الزميل محمد عايش، وكتبت مع الزميل اللاذع فكري قاسم في صحيفته "حديث المدينة" وكتبت في الزميلات "14 أكتوبر" و "الجمهورية" و "الصحوة" بطلب من رؤساء تحريرها وتطميني بأن أكتب ما أريد، وساهمت في إنعاش القراء وإنعاش موارد دخلي من مكافآت شهرية كانت في مجموعها عوناً لي في مواجهة تكاليف الحياة ..

أقول الحمد لله أن هداني إلى مهنة المتاعب الشاقة والشائقة ورسائل التهديد والوعيد إلا أن الرعاية الإلهية كانت فوق كل شيء ووراء كل جديد.

مقالات الكاتب