وما عليَّ إن لم تفهم البقر ؟؟؟

تحدثنا عن قرار هادي الأخير الذي أربك الشارع الجنوبي ، وانذهل لسماعه الأحرار من أبناء الجنوب ، وتحدثنا وقلنا إن المسألة ليست في الزبيدي لشخصه ولكن لرمزيته كقائد جنوبي استبشر الجنوبيون بتعيينه كمحافظ لعدن ، وجاء القرار وهلل له أعداء القضية الجنوبية ( أم القضايا ) ، وباركوا للمحافظ الجديد ، باركت الألوية الشمالية كلها حتى من له شويهات يرعاها في شعاب صعدة بارك ، حقق أعداء الجنوب هدفهم ، فبهذا القرار سيعزفون على وتر تغيير العاصمة وستكون مارب عاصمة التباب جاهزة ، ومنها سيعيدون صياغة الوحدة من جديد ، فالأقاليم لا تتناسب أن يكون الكبار كل الكبار في أقليم واحد اسمه أقليم آزال الذي لا يملك من نعيم الدنيا إلا الحجارة السوداء والشعارات والمشايخ والزعامات ، لعبوها صح وبقرار هادي الأخير ستختبط الأوضاع في عدن سياسياً وستتحسن الخدمات نسبياً ، وسيطالب أعداء الجنوب بنقل العاصمة من عدن .


أتى هادي بالمفلحي وطبلوا له وجعلوه من بين 500 شخصية اقتصادية في العالم ، فمادام الأمر هكذا فالبلاد بحاجة ماسة لمثل هذه الرؤوس الثقيلة والاقتصادية ، فكان الأجدر برئيس البلاد هادي أن يدفع به ليكون رئيساً للوزراء بديلاً عن بن دغر ، أما عدن فلا تحتاج إلا إلى تناغم الأدوار بين الحكومة والمحافظ ، ولكن يبدو أن قرار تغيير الزبيدي أمر دُبِرَ بليل ، وحاك خيوطه متمرسون في حياكة المؤامرات ، ذهب الزبيدي وجاء المفلحي ، ذهب الرجل المقاوم وجاء الاقتصادي ، عدن في هذه الظروف لا تحتاج إلا لرجل قوي الشكيمة كالزبيدي ليضرب بيد من حديد كل من يريد أن يتطاول على عدن وأبناء عدن ، فلقد عمل الزبيدي خلال فترة قيادته لعدن على تحسين الوضع الأمني وضبط الأمور رغم التدخلات من هنا وهناك.

 

 

 وعندما رأوا الرجل يعمل حاولوا افشاله ففشلوا ، فمكروا مكرهم وطالبوا بتغييره واستجاب لمكرهم هادي وارتكب بقراره هذا خطأ جسيماً في حق عدن وأبناء عدن والجنوب كافة ، لا أدري لماذا أقدم هادي على هذا القرار ؟ ولكن المؤشرات تشير إلى أن هناك يد للملكة في تغييره بضغط من رأس كبيرة تدير البلاد في الداخل ، ونستطيع القول إن القرار هذا قد يعجل بنسبة كبيرة في إنهاء خدمات هادي في اليمن ، وعليه أن يجهز له مقر إقامة دائم في الرياض أو القاهرة ، فكما لم تعد صنعاء صالحة لاستقباله فعدن كذلك ترفض ذلك ، كنا نتحدث عن الخطوات الجبارة التي قام بها هادي تجاه قصقصة ريش صالح ورجالاته ومحسن ومعاونيه ، ولكنه في غمضة عين أضاع هادي نصره ، وتنكب عن هذا الطريق ، وإذا انهزم الجنوب هذه المرة ، فجهزوا شعارات الحوثي ، وجهزوا الحسينيات فستهدم مراكز العلم وستدك مساجد أهل السنة ، وسترانا نضرب الصدور ونتدافع على أبواب السيد ، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ، وما عليَّ إن لم تفهم البقر ؟؟؟

مقالات الكاتب