العظماء يذوبون الجليد

العظماء في كل زمان ومكان لهم تآثير السحر ، فبمجرد دعوة للناس تراهم يزحفون إليهم جماعات ووحدانا ، وخير شاهد على كلامي هذا ما حدث في الحبيبة عدن ودعوة قادة الحراك لأحرار الجنوب ، فخرج الأحرار يقطعون الفيافي والغفار همهم الوصول إلى العروض الساحة فوصلت وفود العظماء ، وصلت وفود الأحرار ، لم يصل كل الأحرار وإنما وصل ممثلون عنهم .

 

 فالوطن بحاجة للبناء ، فمن تبقى من الجنوبيين لم يكونوا صامتين ومتابعين ، فحسب ولكنهم كانوا مؤثرين من مواقعهم من خلال وسائل التواصل ، لهذا لم يستطع المعرقلون زرع الوهن في عضد الجنوبيين الأحرار ، وصل الأحرار وخرج إليهم العظماء أصحاب الدعوة للاحتشاد فكانت الساحة ممتلئة بالعظماء فكل من حضر إلى عدن كان حاملاً هم قضيته ووطنه فسطروا لنا يوماً رائعاً ، خرج الجنوبيون ببيانهم والكل بارك والكل احتفل فقد ذوب العظماء الجليد المتراكم الذي أحدثته المؤامرات على أبناء الوطن الواحد .

 

 حمل الزبيدي قضية الجنوب كل الجنوب بعد أن كان حاملاً هم عدن وحدها لما تفرضه عليه مسؤولياته كمحافظ لها ، وهكذا يولد العظماء من بين هذه الحشود العظيمة ، وهكذا يحمل القضايا الكبيرة الكبار من الرجال ، نظر الجنوبيون وتفحصوا الوجوه والأسماء فوجدوا كل أبناء الجنوب عظماء وكباراً ومؤهلين لحمل القضية فوقع الاختيار على الزبيدي فبارك الجميع ، وحمل الزبيدي هم القضية ومعه كل أبناء الجنوب ، حاولت الأبواق النيل من حشود عدن ، فخابت تلك الأبواق ، وتمترس الجنوبيون خلف قضيتهم ، ودفعوا بها نحو الأمام ، وها نحن قاب قوسين أو أدنى من ملامسة الحلم الذي أضحى حقيقة .

 

 ذاب الجليد والتقت القيادات فكان البيان التاريخي الذي أثلج الصدور ، فالحامل للقضية أصبح حقيقة وواقعاً ، ففي يوم الخميس عانقت عدن الأحرار ، فكل مافي عدن في هذا اليوم جنوبي خالص ، فالحشود جنوبية والقيادات جنوبية والشعارات جنوبية ومن يحرس الحشود جنوبي كذلك ، فالهوى جنوبي والجو جنوبي والعاصمة جنوبية ، تزينت عدن للحشود القادمة إليها من كل محافظات الجنوب ، بعد أن عسعس ليل الظلمة ، أشرقت شمس الأحرار ، ولى وإلى غير رجعة زمن البلاطجة والعتاولة والفاسدين ، حضرت الدولة وغابت الفوضى ، فالجنوب بيد أبنائه ، آتت مليونيات الجنوب أكلها ، وهانحن نحكم أنفسنا بأنفسنا ، ذهب زمن السقاف وضبعان ذهب نظام صالح ، وأولاد الشيوخ ذهبوا ، ذهبت الزعامات الهشة ، واختار الجنوبيون قياداتهم ، فمبارك لأبناء الجنوب ، ومبارك لعيدروس الزبيدي ، والله يكون في عونه ، قولوا : آمين ...

مقالات الكاتب