ما لكم كيف تحكمون ؟؟؟

 

بقلم / أنور الصوفي

بعض الناس نصب نفسه قاضياً إذا عمل الناس ، قال : هؤلاء مزايدون ، ويطالبون بمصالح ، وإن استكان القوم ، قال : هؤلاء سلبيون لا يجيدون فن الحوار والمتابعة ، ما لكم كيف تحكمون ؟
عندما خرج الشعب إلى الساحات للمطالبة برحيل الظلمة والمفسدين ، ثارت ثورته ، وقال : هؤلاء مخربون ، وعندما كان نظام الظلمة قائماً ، كان يقول : هذا الشعب سلبي ومطية يمتطيها الحكام ، لماذا لا يثور على ظالميه ؟ هذه الشريحة من الناس لا تقر الحق ، ولا تستمتع إلا بالخلاف ، فهم يعيشون على رفوف توجيه النقد ، ولا يقدمون غيره عليه ، ولا يستطيعون مقارعة الظلم ، بل هم للظالمين سنداً ومعيناً ، هم كالبرميل الفارغ كثير الضجيج ، وعندما تفتحه تجده هواء لا يحمل قمحاً ولا يحوي ماءً ، والفاضي ، قالوا : يعمل من نفسه قاضياً ، هذا الفاضي الناقد السلبي عندما جاءت ثورات الربيع العربي عارضها ، وعندما كانت الديكتاتوريات كان ضدها ، وعندما جاء النظام الحالي كان له بالمرصاد ، جاءت الأحزاب فكان في المعارضة ، وعندما تبحث عنه في المعارضة لا تجده ، فديدنه حب الخلاف ، والحكم على الأشياء من منظور عنوانه فشلكم نجاحي ونجاحكم تدميري ، مالكم كيف تحكمون ؟
لا يقرأ كتاباً إلا ويوجه له اللوم ، ولا يشاهد قناة إلا عارض قولها ، حكمه على نفسه إن وافقتني فأنا على خطأ ، وإن عارضت قولي فأنا المصيب الصادق ، هذه الشريحة لا تعني مخالفتها جنونها ، ولكنه طبع جبلت وتربت عليه ، إذا شرق الناس غرب ، فشتان بين مشرق ومغرب ، يكره السياسة إن تحدث غيره فيها ويطيل الحديث في السياسة ، يكره التفاصيل ويفصل في كل شيء ، ما لكم كيف تحكمون ؟ ليس عنادياً ولكنه يحب الخلاف يستنشقه ويقتات عليه ، يرى نفسه المنظر وغيره لا يميز بين الظلام والنور ولا بين الظل والحرور ، هو ليس شخصاً واحداً ولكنهم كثير يعيشون وسط المجتمعات إذا خالطتهم كان حديثك لهم ، ما لكم كيف تحكمون ؟ هل علمتم شيئاً عن هذه الشريحة ، إذا لم تعلم عنهم شيئاً فأولئك هم السلبيون الخانعون المثبطون الذين لا ترقى بهم الأوطان ، فلا تجدهم في معارضة وليس لهم دور يذكر في السلطة ، ولا يسلم الوطن من نزواتهم وتصريحاتهم المخالفة ، شعارهم أذا قلتم قولاً فأنا ضده وإذا عملتم عملاً فهو لا يوافق توجهي ، هذا هو حالهم وهذا مآلهم ،ولا نملك أن نقول لهم : مالكم كيف تحكمون ؟؟؟

مقالات الكاتب