الشعور بالمسؤولية...!!

في عددها الحادي والعشرين الصادر بتاريخ 1963/11/1م نشرت جريدة (العدل) الشهرية التي تصدرها سكرتارية ولاية دثينة (مودية) مقال على صدر صفحتها الاولى بعنوان (الشعور بالمسؤولية) ....!

 

ورغم مرور اكثر من خمسون عاماً على نشر ذلك المقال إلا اننا اليوم بحاجة ماسة لإعادة نشره بعد كل هذه الفترة الزمنية لعلنا نستفيد مما كتبه آباؤنا ولنسير على ماساروا عليه خصوصاً ونحن في زمن انعدم فيه الشعور والاحساس بالمسؤولية ،حيث اتخذ البعض ممن تبوأوا مناصب ومراكز قيادية هذه المكانة كمصدر دخل شخصي ليكسب من خلاله الاموال الطائلة على حساب معاناة المواطنين غير مبالياً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه...!!

 

فإلى المقال القديم المتجدد:

( ما اجمل كلمة الشعور بالمسؤولية وما اسمى معناها في نفوس الذين يتسامون بها ويسعون من اجل تثبيت مكانتها في نفوس العاملين من اجل بناء صرح وطنهم ومجتمعهم وخاصة في هذا الزمن الذي نعيش فيه والذي تشابكت فيه المصالح ومتطلبات الحياة ، واصبح العامل الصغير في الجهاز العام له اهمية لانه في سيره وانتاجه يعتمد على مجموعة الاجزاء الصغيرة التي تؤلفه ...والكفاءة لاتعني بشيء دون الشعور بالمسؤولية والوعي والاجتهاد .. وهي ثمار تعد في شجرة واحدة يتساوى فيها العامل الصغير الذي يحرك عجلة في جهاز ما والمهندس الذي يشرف على سير ذلك الجهاز...!

وشباب الجنوب العربي عليه ان يحرس مسؤولية وطنه ومجتمعه الذي يعيش فيه ويسير على هديه نحو المجد ونحو الحياة العزيزة .

 

هذا هو موقف ابن الجنوب الذي كان يعيش في عزلة عن العالم ..!

انه قد بدأ اليوم يتحرك ويخرج من هذه العزلة الى النورالذي يضيئ له طريق السعادة والرفعة.... والشعور بالمسؤولية يبعث في الشباب الشوق الى المعرفة وينمي فيهم القيام بالواجب... واذا عملنا الواجب نكون قد ادينا ونؤدي واجباً نحو وطناً هو بحاجة الى حوافز الانتاج في البناء والتطور والازدهار ، وبهذا نثبت حاجات الشباب ونجاح حياتهم في بناء هذا الصرح الذي نريد ان يكون شامخاً ، ونعني به بناء الوطن...

جريدة العدل العدد21 السنة الثانية 1963/11/1م

 

مقالات الكاتب