كواليس ماقبل غزو الجنوب

 

التقى أحد القيادات الجنوبية المعروفة بقيادي حوثي خارج البلاد فساله السؤال المعتاد لماذا غزيتم الجنوب ؟ ..! قال القيادي الحوثي إن جماعته تورطت في شن الحرب على الجنوب، وأن عفاش هو من ورطها في تلك الحرب، وأن خيار الحرب لم يكن مطروحاً أبدا كخيار لدى جماعته. ثم سرد تفاصيل لقاء جمع بعض أفراد من جماعته بعد هروب هادي إلى عدن مباشرة بالمخلوع عفاش حيث قال أنهم طرحوا عليه - اي عفاش- بعض المقترحات وهي أنهم سيعزلون هادي في عدن وسيعملون على محاصرته من كل الإتجاهات اقتصادياً وسياسياً، وسيمنعون إرسال المرتبات للمرافق الحكومية المدنية ، وهذا لفترة زمنية ثم بعدها سينسقون مع قواتهم الأمنية والعسكرية المتواجدة في عدن وبعض المحافظات المجاورة لمحاصرته في القصر دون المساس به وإعطائه فرصه للهرب إلى دولة عمان بعد التنسيق معها. وبعدها سنتيح الفرصه لقوى الحراك الجنوبي أن تتولى إدارة شؤون الجنوب ... وهنا رفض عفاش هذا المقترح وجن جنونه وقال مابش من هدا الكلام الجماعه سيقومون دولة وستدعمهم دول الخليج والله أعلم أيش من دول اخرى وبعده عيقع كلام اخر ... .. !!
و قال فسكتوا خبرتنا ثم قالوا إذاً علي ناصر محمد علاقتنا به طيبه وهو رجل سياسي وسنأتي به ونسلمه الجنوب ...و هنا حط عفاش يده على رأسه وتحسس رقبته وقالهم أنتم الأن ستضعون الحبل على رقبتي ورقابكم .. وأنتم جيئم لتتناقشوا معي وأنا عندي حل واحد مابش غيره نبدأ بقصف قصر المعاشيق بالطيران وعيهرب هادي وإذا ماهربش نغزو الجنوب .. قاطعه أحد الحوثيين قائلا مابلا أنت تريد تكرار نفس الأخطاء حق 94 والجماعه عيقاتلوا وماعيفلتوش لنا عدن والجنوب اليوم ليس هو جنوب 94 يا فندم علي ...
رد عفاش بغضب من إلي عيقاتل ؟ فردوا عليه جماعتنا الحراك وجماعة هادي والسلفيين حق دماج ياأفندم أو أنت قد نسيتهم ..فضحك عفاش وقال لا لاتصدقوش هؤلاء المزوبعين ماعيقاتلوا ولاتنسوا أن المؤتمريين والوحدويين الجنوبيين خيرات عيخرجوا معنا وعيوقفوا معنا وهم عاتواصل معنا باستمرار ومن داخل المعاشيق .. هيا ماعادكم تشتوا أما السلفيين لاتخافوش عنخلي جماعتنا يصدروا فتاوي لهم بعدم خوض الحرب ... المؤتمرين خيرات خيرات ياخبره أنتم قولوا بسم الله وعتبصروا أو أبشروا بمخرجات الحوار حق هادي.. أمانه لانجلس نحن وانتم بين الحجار ...! انتهئ الحديث ...
عفاش لم يكن يعلم أن هادي أيضا كان مخترقه ومخترق الجماعة وإلا لما استبق كل تلك الخطط التي كان يجهز لها عفاش والحوثيين فقبل ان تقلع الطائرات الحربية من مطار صنعاء لتقصف قصر الرئاسه في عدن كان هادي يعلم بذلك وقام بتامين نفسه ، ولذلك ايضا وقبل هروب هادي من صنعاء كانت اللجان الشعبية الجنوبية قد احكمت شبه سيطرتها على عدن، ودخلت في صدام مع قوات عفاش العسكرية والامنية واربكتها وأفشلت بعض المهام التي كانت تريد إنجازها وفق التعليمات الأتية لهم من صنعاء، كما أجبرتها -أي اللجان الشعبية - على سحب معظم النقاط والحواجز الامنية التابعة لها ،ولاقت اللجان التفاف ومؤازرة شعبيه كبيره من كل الجنوبيين. وبدأوا ينسقون فيما بينهم ثم بدا هادي حينها بفتح قنوات إتصال مع دول الخليج وعلى رأسها المملكه العربية السعودية ليتلقى منها الدعم المالي، وكان خروج اللواء محمود الصبيحي حدثا مهما ووجه ضربة لعفاش والحوثيين وزاد من قوة هادي وبدات التجهيزات والاستعدادات للرد على خطة عفاش وجماعته التي كانت تهدف إلى تطويق القصر بالقوات التابعه لهم والقبض على هادي فبدأ هادي وتغدا بهم قبل ان يتعشوا به، حيث اصدر قراراً بعزل قائد أهم جهاز امني كان عفاش معتمد عليه في تنفيذ مهمة إعتقال هادي وهو العميد السقاف قائد جهاز الأمن المركزي، وكان ذلك القرار فخاً له كي يعلن تمرده ليأتي الأمر بأقتحام المعسكر بالقوة وهذا ماحصل وادى الى مقتل البعض منهم وهروب الآخرين وعلى رأسهم قائد المعسكر المدعو عبدالحافظ السقاف .. وعندما فشلت كل خطط ومؤامرات عفاش والحوثيين لجئوا لشن الحرب على الجنوب ، لكنهم ايضاً تفاجئوا بأن الأمر لم يكن مجرد نزهه كما كان يتوهم عفاش ولم تكن الارض مفروشه بالورود فخرج الحراك وخرج السلفيين وخرج الشعب كل الشعب في الجنوب ليقاتلهم بكل ما توفرت لديهم من إمكانيات واعاقوا تقدمهم واستبسلوا لتاتي عاصفة الحزم وريح العرب والخليج لتعصف بهم وتنكل بهم شر تنكيل وهذا مالم يكن في الحسبان لتدك قواتهم وجحافلهم على أسوار مدن الجنوب في ملحمة عظيمة لم يشهدها التاريخ ..

مقالات الكاتب