التماسك الشعبي الجنوبي..وقاية من اضرار الفشل الحكومي

خلال فترة ليست بالقصيرة غرقت حكومة الشرعية في وحل ومتاهة لا اول لها ولا اخر واختلطت عليها الامور في تقدير برنامج الاولويات وصارت تنتف من كل شق. بلا روية وتتلطم في مواجهة الاحتياجات الضرورية بسبب العمل بدون بوصلة ومن غير ارضية صلبة تستقيم عليها ، فظلت مرافقة العجز والفشل والتدهور ، وكان نتيجة ذلك حصول ارباك في الوضع المعيشي للمواطن وعجز تام لديه في ادارة شئون الحياة اليومية له بانتظام واستقرار ، وذلك لعدم معرفته بتقديرات حكومة الشرعية وخططها وبرامجها الادارية المرتبطة بحياة الشعب والذي  وصل به الحال الى فقد الثقة بمواعيدها والتزاماتها بسبب غياب المصداقية وتكرار الاعذار وغياب الحلول السريعة والناجعة لديها وفشلها في مواجهة الشعب بشفافية .

 

 ان استمرار الوضع الحكومي بهذه الحالة من عدم الوضوح في الرؤية الادارية لها في ادارة شئون المجتمع وبالأخص في المناطق المحررة (( الجنوب .. وعدن بالذات ))  يجعل المواطن هناك يشعر بالقلق والتخوف الكبير من التدمير النفسي والانهيار وفقد التوازن والشلل التام في المعيشة ماسيدفع نحو خروج الامور عن السيطرة وانفراط العقد وتساقط منظومة القيم الواحدة بعد الاخرى ان غياب النور في الافق وظهور مؤشرات التدهور بشكل متسارع صارت عامل قلق بين اوساط المتابعين فعجز الحكومة عن صرف رواتب الموظفين وتباطئها في معالجة الاستجابة العاجلة للاحتياجات الانسانية للشعب وغياب الخدمات الاساسية ماء وكهرباء. يجعل المواطن يشعر بالهلع وتضطرب نفسيته ويصاب بانفعالات لا ارادية يختل بها توازنه الداخلي ويخرج الكثير من المواطنين نتيجة هذه الاحوال من دائرة الحلم والحكمة وتفلت اعصاب العقلاء وتنهار معنويات المشهود لهم بالصلابة والاتزان .

 وحتى لايصل بنا الحال نحو السقوط الاجتماعي مع سقوط حكومة الشرعية صار وجوبا علينا جميعا ان ندفع نحو التماسك الشعبي. والالتحام الجماهيري الكتف بالكتف والساعد بالساعد ورص الصفوف وممارسة اللياقة الاجتماعية باحتمال بعضنا البعض حتى لاينحرف مسارنا والشحنات الهائجة والمتقدة بعيدا عن المضمون الاساسي فتنفجر بنا الازمات لنجلد ظهور بعضنا البعض ونحن كلنا شركاء في المعاناة وحتى لاتوجه الاطراف الدخيلة بوصلة المسار خارج السكة فنجد انفسنا نمشي في الاتجاه المعاكس والذي سيزيد من اوجاعنا ويؤخر الحلول والمعالجات المستقبلية والحلم المنشود لهذا صار لزاما علينا ان. نواجه الازمات المفتعلة بحقنا جميعا في عدن ومحافظات الجنوب بتحدي واصرار وافشال المشروع التدميري التخريبي المراد تحقيقه ضدنا ومن خلالنا بزرع اليأس والاحباط وتدمير المعنويات لنخرج عن دائرة العقل ونطيش في وجوه بعضنا البعض وكم جاء في محكم التنزيل ((  يخربون بيوتهم بايديهم. )) فالحذر الحذر من السقوط في المخطط التأمري ولنحفظ مابقي من مقدراتنا الحيوية في الارض وفي المال وفي العقل ولنتماسك شعبيا ولنلتحم ونسد الثغرات فيما بيننا ونمنع مداخل الشيطان واصابع العابثين من نسج خيوط  العنكبوت حولنا ولنفتح قلوبنا لبعضنا البعض فمصيرنا واحد وهمنا واحد ومايحاك من دسائس ومؤامرات ضدنا جميعا لاننا جنوب عربي ونتوق للاستقلال والتحرير  هل فهمتم يا أبناء الجنوب.

مقالات الكاتب