الأمة الإسلامية ونزاع ثورة إسلامية وخلافة إسلامية ودولة إسلامية

بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وإطباق التحالف الغربي على المنطقة واقتسام مايسمى بتركة الرجل المريض بين دول القارة العجوز من أنهكتهم الصراعات الداخلية وأفلست بسببها خزان الأباطرة والقياصرة والملوك الأعاجم في حروب أتت على الأخضر واليابس في أوربا الفقيرة .

 

 قرن من الزمن أو يزيد وقعت فيه المنطقة العربية في قسميها الشرقي والغربي للبحر الأحمر تحت سيطرة الاستعمار الأجنبي حتى برزت حركات التحرر العربية ضد الاستعمار وتمكنت الدول المستعمرة من نزع استقلالها الواحدة تلو الأخرى وبدأت مرحلة جديدة لقيام دول عربية وليدة فاقدة للحمة العربية ووحدة الصف والموقف العربي رسمت خارطة جديدة مسطرة بحدود التقسيم الجغرافي المتنازع عليه فانسلخت الدول المتحررة حديثا من عباءة الأممية العربية أو الإسلامية وغابت هذه المسميات وتحولت في حدها الأعلى الى كيانات كمنظمة المؤتمر الإسلامي بدلا من الأمة الإسلامية أما وضع العرب فقد تم اختزاله في كيان آخر أطلق عليه جامعة الدول العربية , ومن هذا الباب صار العرب والمسلمين يبحثون عن الهوية العربية والإسلامية وكانت أول المحاولات لاستعادة الهوية كما هو لذا إتباعها الذين أعلنوا عن قيام الثورة الإسلامية في إيران ولم يأخذوا سوى الاسم فقط من الثورة الإسلامية فلقد قامت ثورة إيرانية أثمرت قيام دولة إسلامية إيرانية لا تمت بصلة للأمة الإسلامية بل صارت عبئا عليها وبؤرة من بؤر التوتر الطائفي المذهبي وانقسم بسببها المجتمع الإسلامي إلى سني وشيعي ونتج عن الثورة الإسلامية ثورة مسلمة ضد المسلمين .

 

 وفي مرحلة أخرى ظهرت فئة إسلامية تحمل فكرة البحث عن الخلافة الإسلامية والسعي للوصول إليها عن طريق الإمساك بزمام أمور السلطة والحكم ممثلة هذه الفكرة بجماعة الإخوان المسلمين والذين وصلوا إلى مبتغاهم وتربعوا على كرسي الحكم في مصر وتركيا وقطر وتونس والجزائر واليمن وفشلوا في تطبيق برنامج وأبجديات الخلافة الإسلامية  كون الواقعية والوضوح لدى الجماعة لم يكن يتلاءم مع المسلمين أجمعين لان الجماعة عند الإخوان المسلمين مقدمة على غيرها لهذا لم يستوعبها المجتمع المسلم وشهد حالة غريبة من التنافر بينه وبينها , كما ظهر مؤخرا فصيل خاض حربا جهادية ضد الاتحاد السوفيتي دعمته العديد من الدول العربية والإسلامية  وشارك فيه شباب من جميع الدول العربية والإسلامية وبالأخص من منطقة الشرق الأوسط لأهداف اقتصادية وسياسية تحول هذا الجهاد الى صراع بين المجاهدين بعد خروج الروس من أفغانستان هذا النوع من التوجه الإسلامي للوصول الى السلطة اخذ طابع الجهاد المقدس ضد الغير ايا كان واتخذ مسميات وإشكال تختلف عن بعضها البعض .

 

 ففي البداية برز السعودي اليمني أسامة بن لادن زعيما لتنظيم القاعدة ومدرسة الجهاد ضد المصالح الغربية في اي مكان ما سبب إرهاقا للدول المستهدفة من تنظيم القاعدة ثم اتخذ التنظيم مسمى آخر بنسخ جديدة خرجت عن النسخة الأولى تنظيم القاعدة من حيث طريقة الحرب ونوعية الأهداف كان من هذه النسخ تنظيم الدولة الإسلامية بتشكيلاته المتنوعة من منطقة لأخرى فأنصار الشريعة وداعش وغيرها من المسميات الجهادية التي تحمل فكرة قيام الدولة الإسلامية بطريقة جهاد المسلمين لتصفية الساحة وتنقيتها من المارقين بحسب رؤيتهم للمشهد الإسلامي ,  وهكذا وقعت الأمة الإسلامية في فرضيات الثورة والخلافة والدولة الإسلامية بقراءات متأزمة أرادت جر الأمة الإسلامية إلى غياهب المجهول فلن تستطيع دولة كإيران وثورتها الإسلامية ولا جماعة كالإخوان وخلافتها الإسلامية  ولا فرق كالدواعش والطالبان في دولتهم الإسلامية ان يسوقوا الأمة الإسلامية بنظرياتهم وتقديراتهم وتحمسهم فالمنهج النبوي والرسالة الإسلامية لا تنطبق على برامجهم إطلاقا وهذا ما يعيه ويدركه عامة المسلمين ناهيك عن العلماء والفقهاء والمحدثين  

مقالات الكاتب