اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
لا يوجد إلا في وطني هذا الكم من الأحزاب السياسية التي تسد عين الشمس ، ولا يوجد إلا في وطني هذا الكم الهائل من السياسيين الذين لا حصر لهم الذين قد عمّت بلاويهم البلاد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها وفي بطنها وعلى ظهرها ومن أمامها ومن الخلف ، فالحروب تترى ، والمصائب جمة ، والأوبئة منتشرة ، والسياسيون يعيشون سكرة اللعبة السياسية ، والوطن يحتضر ، فمنذ سنوات والوطن تقتله حرب ضروس سحقت عظامه ، ويبّست الدماء في شرايينه ، هذه هي اليمن الموحدة ، وهذه لعنة الوحدة التي تشرب اليمانيون مرارتها في كأسات الهوان والمذلة ، فالثروات كثيرة وجيوب المسؤولين فضفاضة ، وعددهم كثير ولن يملأ جيوبهم إلا التراب .
في وطن كل مافيه سلبي تراكمت الأحزاب وتوالدت منها الجمعيات وخلفت لنا المؤسسات وولدت من سفاح لنا المنظمات ، فزادت الحاجة وتعاظم الفقر فبعدت المسافة بين شريحة الفاسدين الأغنياء وبين المعدمين الفقراء ، هز الفقر منكبية ومشى يتمطى في شوارعنا وأسواقنا ، ونام في بيوت كثيرة ومد رجليه لمنازل أخرى .
في وطني وطن الأحزاب ماتت الرفاهية والتفت الساق بالساق وتعثرت أقدامنا في أصابعنا ، وتلاطمت الأكف ، وتلعثمت الألسن من تمجيد الأحزاب .
عاثت في وطني هوامير المليارات وتساقطت على ركبها ملايين البشر تهميشاً ، طأطأنا الرؤوس وتعالى المتجبرون على ضعفة القوم ، قهقه الويل على أسوار بيوتنا ، وصمّت قهقهته أذاننا ، ونمنا على دماء بطوننا ننتظر سكرة الموت ، فالموت للذليل عزة ومجد وشرف ، والحياة للطغاة جمع لأموال الفقراء والمعدمين .
فوطني قصة عذاب عنوانها : نم أيها الفقير على الجوع وتجرع حسراتك ، فيكفيك الحرية وتكفيك درازن الأحزاب ، فإذا جعت فمجد أحزابك ، وإذا ظلمك طغاتك فردد وطني مجموع في الأحزاب ، فلا بأس من أن تتنفس بهتافات تمجد كل الأحزاب ، فما أجمل وطني تزينه آهات الجوعى وأنين المرضى وعويل الثكلى ، وقهقهات الساسة فهم بالجملة ، فارفع رأسك واهتف بملء الفم فلتحيا الأحزاب ، فلتحيا الأحزاب ، فلن يسع الساسة إلا الأحزاب .