قصة إنسانية من واقعنا تدمي القلوب....!!

حين كتبت منشوراً بعنوان(العيد اقبل فمن يرسم البسمة على شفاه الايتام)....!

 

وانا اخط بقلمي بعض الكلمات الموجهة للتجار والميسورين واهل الخير لحثهم على الالتفات للايتام والاطفال الفقراء وليتذكروهم عند شرائهم ملابس العيد لاطفالهم ويقوموا بادخال الفرح والسرور على مثل هؤلاء الاطفال الذين لايستطيعون لبس ملابس جديدة في عيد الفطر المبارك كبقية الاطفال الميسورين...!

 

واثناء انهماكي في كتابة المنشور اعلاه كانت تحوم امامي صور الاطفال الخمسة الايتام الذين فقدوا اباهم وامهم في فترة قصيرة جداً.....!!

والذي لم يفصل بين رحيل الاب عن رحيل الام سوى اقل من شهرين....!!

حتى لحقت الام بزوجها ليتركا خمسة اطفال قصر لامعيل لهم بعد رحيل ابويهما الا الله سبحانه وتعالى ....

ثم اعمامهم واخوالهم الذين يعانون هم كذلك من العوز والفاقة والفقر....!!

 

تذكرت وانا اكتب المنشور هؤلاء الايتام القصر وكيف سيمر عليهم اول عيد بعد فراق الابوين....؟؟

وهل سيستطيع اقاربهم شراء ملابس العيد لهم ..؟؟

 

اسئلة تجول بخاطري وانا انشر مقال المناشدة وقلبي يكاد يتفطر من شدة الحزن على الايتام الخمسة...!!

ولم تمض على نشر ذلك المنشور في مواقع التواصل الاجتماعي إلا عشر دقائق بالتمام والكمال...

وإذا بإحد اهل الخير يتصل بي ليسألني عن عدد من الايتام واعمارهم ومقاساتهم ليقوم بشراء ملابس العيد لهم....!!

 

ولم اتمالك نفسي من الفرحة ...

وكذلك لااخفيكم سراً فقد ذهلت من سرعة الاستجابة....!!

 

وتذكرت ان الله اذا اراد لشيئ ان يكون لااعتراض لمشيئته...

 

وبما ان صور الايتام الخمسة لم تفارق مخيلتي وانا اكتب المنشور اجبت ذلك المتصل مباشرة بالاجابة السريعة ودون تردد ولاتفكير :

 

اعرف خمسة ايتام وهم جميعهم قصر...!!

 

فقال- وكأنني ارى وجهه يتهلل فرحاً وسروراً:

 

غداً بعد صلاة العصر نلتقي في السوق لاسلمك مبلغاً لشراء ملابس العيد لهؤلاء الايتام الخمسة...!!

 

وعجزت عن شكره ..

ولم اتمالك نفسي ولم استطع ان احبس دموعي فنزلت منهمرة على وجنتي من شدة الفرح...

ومن شدة الحزن على فراق الاطفال لامهم وابيهم....خصوصاً وهم يستقبلون اول عيد بدون الابوين...!!

 

انهيت الاتصال برجل البر والاحسان الذي اسال الله ان يعوضه بالجنة كما ادخل البسمة والفرحة لايتام ينتظرون من يأخذهم للمتجر ليشتري لهم ملابس العيد....

 

ومرت الساعات ثقيلة جداً وانا اعدها وانظر لعقارب الساعة التي يخيل لي بإنها تتحرك ببطئ....!!

 

وحان وقت اللقاء والموعد...

فذهبت مسرعاً للسوق واتجهت لمكان اللقاء الذي حدده ذلك الرجل(الانسان) ووجدته ينتظرني في سيارته ومعه احد اطفاله..

وما ان رآني حتى تهلل وجهه واشرق نوراً وبهجة وسلم علي وناولني المبلغ الذي يكفي لكسوة الخمسة الايتام ...

 

ودعوت له وامسكت برأس ولده الصغير ....

وسألت الله ان يحفظ له اولاده ويبارك فيهم..

وان يديم عليهم الصحة والسعادة..

 

وهممت بالانصراف فإذا به يمسك بيدي ويقول بحزم:

.اياك ان تخبر الايتام عن اسمي ومن اكون...!!

اياك ان يطلع احداً على ذلك لانني اريده سراً إلى ان القى الله لعلي اجده امامي..!!

 

فقلت له ثق واطمئن تماماً و اعاهدك بإنني لاافشي لاحد سرك حتى يتوفاني الله....

 

فابتسم وربت على يدي....!

 

وقبل الانصراف سألته هل ترقب اخي العزيز بإن اخبرك بإسماء هؤلاء الايتام..؟

 

فقال:

لا...ارجوك ان لاتفعل..

 

فقبلته ومضيت..

وانا عاجز عن ان احبس دموعي ....!!

 

 

وقد يقول قائل بعد ان ينتهي من قراءة هذه القصة بإنها من نسج الخيال ...

ولهم العذر في ذلك..

فهذا الموقف الذي تجلت فيه الانسانية والابوة بكامل صورها واختلطت فيه دموع الفرحة والعطف قد لايحدث مثله في هذا الزمن....!!

 

ولكنني اشهد الله بإن تلك القصة حقيقة واقعة وانا شاهد على كل تفاصيلها.....

 

 

شكراً لك ايها الاخ العزيز والاب الحنون لموقفك الانساني العظيم..

 

وارجوا عند قراءتك لهذه القصة ان تسامحني ..

مع انني حرصت اشد الحرص ان لاافشي سرك حسب الاتفاق..

ولكني كتبتها للعبرة ولكي اذكر اهل الخير بإن هناك الكثير من الايتام والاطفال الفقراء ينتظرون مثل هذه المواقف التي تهز المشاعر وتدمي القلوب وتذرف الدموع....!

 

ولاتزال الدنيا بالف خير....

 

مقالات الكاتب