اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
هكذا هم القادة تتغير مواقعهم حسب مصلحة أوطانهم وأديانهم ، فهكذا تنقل الأنبياء من مواقعهم وأوطانهم بحثاً عن التمكين لأديانهم ، فهذا نبي الله موسى خرج بقومه وغادر وطنه خوفاً على دينه وقومه من بطش فرعون وجنوده ، وعندما يغزو أصحاب الفيل مكة ويحاولون هدم الكعبة يغادرها عبدالمطلب فهو رب إبله وللكعبة رب يحميها ، وعندما يحس محمد صلى الله عليه وسلم بظلم قريش وجبروتها يأمر أصحابه بالهجرة ، وعندما تزداد المؤامرات ضده يخرج من وطنه مكة وهي أحب بقاع الأرض إلى قلبه وييمم وجهه تلقاء يثرب ويجعلها عاصمة له ، ويغير الاسم فغدت طيبة بعد اسمها القديم يثرب ومن طيبة يبني محمد صلى الله عليه وسلم جيش الإسلام ، ومن طيبة يبني دولة الإسلام ، فغدت المدينة عاصمة المسلمين .
وتأسياً برسوله يخرج هادي من صنعاء ويغادر صوب عدن لا فراراً بنفسه ولكن ليبني دولته الجديدة ، وليجنب البلاد الدمار ولتنجو صنعاء من عبث العابثين ، لقد كان بإمكان هادي أن يبقى في صنعاء ومنها يجيش الجيوش وكان بإمكانه جعلها مركزاً للصراع ، ولكنه أبى الدمار لصنعاء ، فخرج منها لتسلم بنيتها التحتية وليسلم أهلها ، فخرج بعد أن أخذ بغيته منها ، وأخذ معه أوراق ثبوتيتها كعاصمة لليمن الموحد ، واعتمد عدن عاصمة لليمن الاتحادي ، فالزمن غير ذاك الزمن ، ولكل يوم دولة ورجال .
وعندما تكالب الهمج على مركز السنة في صعدة طلب هادي من عمار المركز تركه حقناً للدماء بعدما علم بما يبيته القوم ، فأخرج من كان في المركز ، فهادي رجل سلام ، ولا يريد إلا السلام ، وبالفعل سلم هادي المركز وأهله من ويلات الحوثي الذي كان يتربص بالقوم ريب المنون .
هادي يصمت كثيراً ولكن في صمته خطط المستقبل ، فصمته خطة عمل فقد خطط ورسم عنوان اليمن الجديد ، فاليمن مع هادي يمن اتحادي ، ومن لم يعجبه ذلك فليشرب من ماء البحر ، فلقد حدد حدود الجنوب ورسم حدود الشمال ، فالجنوب من أقليمين ، والشمال أربعة أقاليم ، وإذا رُفض هذا الخيار فدولة اتحادية من أقليمين جنوبي خالص وشمالي صافي ، فالجنوبيون هم المعنيون بجنوبهم والشماليون هم الذين يهتمون بشؤونهم ، والدولة اتحادية ، وكل أقليم يأكل مما آتاه الله ، والكل يعمل ويبني أقليمه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ، فالجنوب تحرر وهادي رتب أمور المناطق المحررة ، وحين ستتحرر المناطف الشمالية ستعود الحياة وسيرتب القائد شؤون الأقاليم هناك .
الخروج من صنعاء هو النصر المبين لكل الأحرار ، فعندما غادر هادي ضاعت على الإنقلابيين خططهم وأصبحوا في حيص بيص ، فتارة يشكلون اللجان الثورية وأخرى يقننون لمجلسهم السياسي .
لقد جاء أهل الكهف بحزمة قرارات ليعتمدها هادي وبها تدين البلاد لهم شرقها وغربها شمالها وجنوبها ، فرفض هادي سذاجتهم تلك ، فحاصروه في بيته فأبى التفريط في الوطن ورفض تسليمه للقادمين من قاع التاريخ ليحكموا اليمن ، فخرج هادي من صنعاء حاملاً دولته وتركهم يتجولون في الستين يحرسونه من الخروج ، فخرج وهم يمضغون خيبتهم ويحتسون غفلتهم ، خرج هادي من صنعاء وترك المغفلين يحرسون الغفلة ، ووصل إلى عدن ومنها شرع في بناء الدولة فلله درك من قائد ، ولله درك من رئيس ...