اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
بقلم / أنور الصوفي
صالح الضيف رجل كان يشار إليه بالبنان ومازال كذلك ، رجل نظيف ، لم تتلطخ يده الشريفة بالمال الحرام ، أكل لقمته نظيفة ولم يمد يده لأحد من المسؤولين .
تبوأ العديد من المناصب وعمل فيها بشرف ، لم يظلم أحداً ، ولم يشكو منه أحد ، قضى آخر حياته العملية في وزارة التأمينات ومازال ، ولكن حكومتنا الموقرة قطعت راتبه الشهري ، فالرجل إلى اليوم مقطوع معاشه منذ عدة شهور ، بالرغم أن هذا الرجل يعاني من الأمراض ، فهذه حكومتنا الموقرة تجازي كوادرها الشرفاء بقطع معاشاتهم .
الضيف لم يكن إلا نموذجاً للكوادر الشريفة والمخلصة التي لم تنل حظها من التكريم ، بل زادت حكومتنا المبجلة بقطع معاشاتهم ، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الرجل جراء إصابته بمرض القلب ، فمثل هذا الكادر النزيه يجب رفع القبعة له ، ورعايته من قبل الدولة ، ولكن الحال في بلادي معكوس ويمشي بالمقلوب ، فالكوادر يهمشون واللصوص يكرمون ، فوطني يحتاج لتقويم بدءاً بالبحث عن الكوادر المجربة وإعطائهم حقوقهم وتكريمهم ، فهؤلاء هم الذين بنوا لنا دولة وبتهميشهم غابت الدولة ، بل ضاعت الدولة .
صالح الضيف أو الكادر النظيف يشهد له رفقاء دربه وزملاؤه وكل من يعرفه بالانضباط والنزاهة ، مشكلته أنه رجل نزيه في زمن اللصوص ، رجل نظيف في زمن هوامير البلطجة ، لم يدر في مخيلة الرجل أن الزمن سيتشقلب إلى هذه الدرجة ويضيع راتبه ، هذا الراتب الذي لا يكاد يذكر في ظل ما قدمه هذا الرجل لوطنه ، فالضيف مثال للكوادر المنكوبة وأي نكبة عندما يتجاهلك الوطن وأنت الذي كانت لك اليد البيضاء في ترتيبه وبنائه .
يتمتع هذا الرجل بكاريزما فريدة فعندما تراه من بعيد ترى في هيئته الشخص المسؤول ، كيف لا وهو من بناة الدولة ، ورمز من رموزها ، فرسالتي لرئيس الحكومة ووزير التأمينات أقول لهما فيها : الضيف بدون راتب من عدة شهور ، فهو يتبع ديوان الوزارة بصنعاء ، فماذا ستقدمون له ولأمثاله من الكوادر ، لا نطالب بتكريمه ولكننا نطالبكم بمعاشه فقط ، فهل سيصل صوتنا لكم ؟ فوالله لو حدث هذا في غير وطني لنزلت الحكومة عن بكرة أبيها لتكريم مثل هذه الهامة الوطنية الشريفة ، عنوانه لو أردتم النزول إليه ، أبين ، مودية ، خلف العمارات ، ولكن لا تتعبوا أنفسكم واعملوا على إطلاق معاشه وبس ...