واقع يسوده حزن وشبهات أفراد ومواقع ومواجع

مل هذا الأسبوع أخبارا، ولا رعاك الله يا تلك الأخبار، حيث تزامن رحيل عزيزنا عبد الله سالم النقيب، مدير فرع البنك الأهلي اليمني بحي عبد العزيز عبد الولي مع استشهاد أسرة عراقية نزحت هاربة من الموصل ليلقاها تفخيخ أودى بحياة كل أفراد الأسرة المكونة من سبعة أفراد، وصرخت مع تلقي الخبر: الخزي والعار على أمة العرب والمسلمين.
كما طالعت تصريحا لقائد ما تسمى بجبهة المخا الأخ أبو زرعة المحرمي وآل المحرمي أعزاء علينا، ولكن أن نجد أنفسنا مشتتين بين المخا وباب المندب ومأرب وما أدراك ما مأرب حيث علي محسن الأحمر والمقدشي يبلعان كميات لا حصر لها من الآليات العسكرية والأسلحة والذخائر أما الأموال فهي كافية لبناء سدين : سد بحجم سد مأرب والآخر بحجم السد العالي المصري في أسوان..
وأمام هذه الأخبار أصارحكم القول إنني أعود إلى الأرشيف لأقف أمام نكبات عدن المريرة بسقوط العشرات والعشرات والعشرات من الشهداء في مأرب والبقع وباب المندب والمخا، وبأي ذنب يا عدن يسقط هؤلاء الشهداء في حين أن حاشد وبكيل في راحة بال واسترسال الحوالات من الريالات اليمنية والسعودية..
وهذا الأسبوع أيضا حمل من المهازل ما حمل ومنها ما كشفته صحيفة "الباييس" الأسبانية أن القوات الليبية ألقت القبض على إمام مسجد بتهمة التجسس لصالح دولة معادية، وكشفت الباييس (بحسب عزيزتنا عائشة عبد العزيز في جروب "الجنو ب انتصر") أن التهمة الحقيقية أبعد من التجسس حيث تم الإعلان أن إمام المسجد المدعو (أبو حفص) ما هو إلا بنيامين افرايم الضابط الإسرائيلي من فرقة المستعربين، وهي فئة من الضباط المتخصصين في كل ما يتعلق بالدول العربية وباللهجات المختلفة وكذلك بالطوائف الدينية في البلاد العربية والتي تعمل بتنسيق مباشر مع جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.
وواقع ليبيا هو نسخة طبق الأصل مما يحدث في سيناء والعرق وسوريا واليمن، فكم خبرا طلع من عدن بأن الشيخ فلان من الصوفية قتل وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر في المسجد الفلاني، وأن الشيخ فلتان السني قتل وهو خارج من المسجد الزعطاني بعد أن أدى فريضة العشاء، وأن دراجة نارية عليها مرتزق أو مرتزقان ألقيا قنبلة على زاوية الطريقة الصوفية في الشيخ عثمان، وكل هذه الأخبار ما هي إلا ثمرات جهود بنيامين افرايم، وكم افرايما موجودا في بلاد العرب والإسلام.
حقا إنه مخطط "حدود الدم" الذي أعده الموساد مع شريكه وحليفه الاستراتيجي جهاز المخابرات الأمريكي المعروف بالـ CIA ولا حدود للدم في بلاد العرب والمسلمين والأخبار تردنا تباعا من كل البلاد العربية ومنها هذه البلاد التي أريقت فيها دماء ستكون شاهدة في ذلك اليوم أنها أريقت بفعل مخطط استخباري خارجي طرفه الأساسي هو علي عبد الله صالح، واسترسال المخطط سيوصل المواطن العربي في هذا القطر أو ذاك إلى قناعة تامة بالقادم الجديد بالخارطة الجديدة، ستجد أن منطقة ما قد فصلت من الدولة الفلانية لتصبح كذا وكذا، وأن دولة جديدة شيعية أو سنية كردية أو درزية والمعروفة بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو سايكس بيكو (2) لأن سايكس بيكو (1) ثم عام 1916بخارطة جديدة..
افتحوا خطا مباشرا مع تل أبيب وواشنطن وأبلغوهما أن لا حاجة للاسترسال في مسلسل الضحك على الذقون ولا حاجة لتضليل جماعة اللحى الجديدة، وقولوا لهما: هاتوها من الآخر يرحمنا ويرحمكم الله .. قولوا للموساد ((شالوم عليكم وعلى صالح ومرتزقته في الجنوب)) الذين يعتقدون أنهم قد مرروا علينا ملعوبكم (طبعا عبر صالح) .. أعيدوا لنا اعتبارنا لأن لا اعتبار لنا عند إخواننا العرب أو ممن يزعمون أنهم من جلدتنا.

مقالات الكاتب