نشوة قلم

ساعات لا أستطيع أن ألجم قلمي ، فيابى إلا أن يسكب مداده ويتحدث عن أشياء وأشياء ، حيرني قلمي هذا فبعض الأوقات أظنه سيقفز من جيبي ليكتب مقالاً هنا وخاطرة هناك ، كريم قلمي يجود بكل مداده في لحظة نشوة وخاصة عندما يكتب عن الكبار والعظماء الأبطال  ، وتسيل دموعه عندما يتذكر حال الفقراء والمحتاجين والمظلومين ، قلمي هذا  أعجوبة الزمان ،  تتبادر أفكاره وتتوالى كلماته لتنشئ عبارات ومقالات وخواطر  تبهرني فيجبرني أن أقرأ ما قد خط بلعابه ، فلعابك يا قلمي مثل السكر أو أحلى من طعم السكر  ،  فلعابك أظنه  أحلى من طعم العسل .

   هذا قلمي شوكة في عين الخصم ، وهو المرهم لجراحات الجرحى قلمي هذا  تسلية الأحزان ، قلمي أيقونة كل الأقلام فهو حر صريح ، ولا أعني بكلامي هذا أنه أفضل قلم من بين الأقلام  ، لا لا فهو يتعلم من كل الأقلام  .


   أتعلمون شيئاً أشد إيلاماً  من ضرب الأسواط  ؟
أظن الكل يعلم أن كلمات تخرج من فوهات الأقلام  تقتل وتدمر وتميت الخصم من غير نزيف أو حتى من دون عويل أو جراحات تترأى للإنسان .

   هذا خطر لسلاح لا تمتلكه أمريكا فحسب بل هو مشاع بين الناس ولكن لا يحسن استخدامه إلا أرباب الكلمة فرسان الحرف ، فهؤلاء هم من يقتل ويشيع ويعزي في وقت واحد من دون استئذان  .

  قلمي هذا أعجوبة ، فساعات يكتب ويحبسني ويأبى مفارقتي ليستأنس بي وبأفكاري ، وساعات ساعات يأبى أن يكتب لي عبارة أو كلمة أو حتى حرفاً شبيهاً بالمسمار  .

   ما أغرب أطوارك يا قلمي !!!
ساعات تضرب بسوطك حتى الحكام ليسوا كل الحكام ، ولكنك تجلد بسوطك  من جرد وطنه وجعله ضيعة يتسلى ويتلهى فيها ويتعالج خارج حدود الأوطان ، ما أغبى حكامي  عندما لا يهتمون بتنمية الأوطان .

 ساعات ساعات أحبس أفكاري حتى لا يصحو قلمي ويكتبها في صفحات الإعلام ، فقلمي هذا مغرم بكتابة أفكاري لتزين صفحات الإعلام ، فضلاً استسمحكم عذراً لأغلق باب الأفكار فقلمي يتبختر على صفحات بيضاء ليزينها بأفكاري عندما تتوالد عليه الأفكار  ، فقلمي متواضع مقصر يتعلم دوماً من كل الأقلام ...

مقالات الكاتب