مقال لـ رانيا العولقي (أنا المنتهك رقم ١٧٠٩)

أتحدث من مكان لن تعرفوه أنتم أبناء الطبقة العليا .. أتحدث من مكان لم تشرق به الشمس يوماً ، بجانبي الجثت متعفنة ، بجانبي العظماء منتهكين.. أترون ذلك الرجل المستلقي هناك ! ، لم تخرج روحه بعد ، على الرغم من أن كل شيء به قد مات إلا ان روحه لم تخرج بعد ،أحيانا في الساعات المتاخرة من الليل يصرخ مردداً " اللص يرتدي زي القائد يا سادة " ويعود لموته السريري .

 

وتلك المرأة صاحبة الشعر المجعد, حين اتت أول يوم كانت تصرخ وتحرض على أن نثور جميعاً وبأننا حتماً سننجوا ونرى الشمس ، لكنها أنتهكت وبعثرت حتى أصبحت هي بحد ذاتها لا تريد للشمس أن تشرق كي لا ترى جراحها بوضوح .

 

أترون ذلك العجوز ذو التجاعيد البارزة ، قُتل ولده وزوجته على يد رجل ذو سلطه ومال ، وبقى يفترش الأرض يحمل صورة زوجته وأبنه ٧٠ يوماً حتى أثار ذلك ضجيج الأعلام فلعنه القائد وزج به هنا وأصبح يجلد في اليوم ٧٠ جلدة .

 

أترون جثة ذلك الشاب ذو الدقن الخفيف ! ، لم يكن إلا مراهق في ال٢٣ من عمره ، دعئ يوماً للسلام وقال بملئ صوته ساكون حر ولن أقبل بالعبودية ، لن أكون جزء من القطيع ، ثار عليه القطيع حينها وأمروا بقتلة كي لا يعكر صفوف سيرهم الساذج .

 

أتعلمون من نحن ! 

نحن النور في سرداب الظلام ، نحن من يسطع نورنا رغم اننا لم تشرق علينا شمس .

مقالات الكاتب