اسرة الفقيد الميسري تستقبل واجب العزاء بعدن
استقبل محمد الميسري، رئيس قسم المشتريات بديوان وزارة العدل، اليوم واجب العزاء في وفاة والده نائب مدي...
هكذا يتعامل القادة وهكذا يمسكون بزمام الأمور ، وهكذا يحفظون للخصم والمعارض شعرة معاوية ، هكذا هم الساسة إذا شدّ الخصم أرخوا له قليلاً ، هذه سياسة هادي حفظ للجميع حبل الود وحافظ به على الدماء المعصومة ، لم يهدد بالحرب من باب إلى باب ولا من طاقة إلى طاقة ، ولا من زنقة إلى زنقة، كما فعل حكام العرب ، ولكنه دعاء لحوار جامع لتسلم البلاد من الدمار ، حرر العقول من عصبية التهديد والوعيد ، ومن عقلية أما أنا أو الطوفان ، نجح هادي في زرع بذور الحوار بين كل الأطراف ولم يقصِ أحداً ، بل قدم الكثير من التنازلات لتسلم اليمن من الدمار .
لقد حفظ هادي شعرة معاوية مع كل الأطراف فمدها للحوثيبن وناولها صالح ، وجعل الجنوبيين يتمسكون بها ، فما بين هادي وجميع الأطراف إلا شعرة معاوية فمن أفلتها أضل الطريق ومن تمسك بها سار في طريق البناء والتنمية ، هذا هو هادي وهذه لغته في التعامل مع الخصم مهما بلغ في غيه وتماديه ، لغته الحوار والحوار فقط ، لأنه يعلم أن الخصومة مهما بلغت لابد أن تنتهي بالحوار ، لهذا انتهجها هادي طريقاً له ، وعلمها للجميع .
لغة الحوار لغة حضارية لا يجيدها إلا الذين يكرهون رائحة الدماء ، ويحبون السلام ، وينأون بالشعب عن فوهات المدافع ، فهادي رجل السلام الأول في بلد يمتلك كل أنواع السلاح وبمختلف مسمياته إلا أنه علم شعبه فلسفة الحوار ، فعندما تغيب الدولة لابد من بث روح الحوار ، وهكذا مد هادي شعرة معاوية في أطول حوار مشوب بالمخاطر والنزاعات .
لقد علم هادي خصومه كيفية إدارة الأزمات ، فخرج لنا بمصفوفة مخارج للأزمة اليمنية ، ومازال هادي ماداً شعرة معاوية لكل الأطراف ، وإني أرى كل الأطراف تنظر لشعرة معاوية وتحاول الأقتراب منها والإمساك بها لتخرج اليمن من محنتها .
أما آن لليمن أن تخرج من دوامة الحروب والصراعات والمناكفات السياسية ، أما آن للإنسان اليمني أن يقضي حياته في أمن وأمان واستقرار ، أما آن لليمني أن يتنسم عبير الحرية ، أما آن له أن يطوف بلاد العالم سائحاً ومتمتعاً بحياته كبقية شعوب العالم ، أما آن له أن يتطبب كبقية خلق الله ، أما آن لهذه الحروب اللعينة أن تسكن في بلاد الحكمة ، أما آن للمخربين أن يبتعدوا عن وطني ليحيا بسلام ، أما آن للساسة أن يتمسكوا بشعرة معاوية فالحق أبلج والباطل لجلج وهادي مازال ماداً شعرة معاوية ، فساعدوه للخروج باليمن من دوامة وسكرة الحروب والأزمات ...